عزلة قطر

عزلة قطر

عزلة قطر

 تونس اليوم -

عزلة قطر

بقلم : منى بوسمرة

الموقف من السياسات القطرية ليس موقفاً مؤقتاً، ولم يأت لغايات الضغط المحدد بسقف زمني، فهذا الموقف يستند إلى مطالب محددة، إلا أن الدوحة لم تلتزم بما وعدت به وعادت إلى ذات سياساتها.

إصرار الدوحة على إنكار الأزمة التي تواجهها يعني استمرار العزلة لفترة طويلة، فالدول التي أعلنت مقاطعتها للدوحة لديها الاستعداد والقدرة على إدامة هذه العزلة لسنوات على قطر حتى تتراجع عن سياساتها الداعمة للإرهاب والمستهدفة لأمن واستقرار المنطقة.

معالي الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، تحدث أمس في باريس أمام الصحفيين حول عدد من القضايا، وكان لافتاً تعبير الوزير الذي أشار إلى أن عزلة قطر قابلة للتمديد لسنوات ما لم تتجاوز الدوحة حالة الإنكار وتتخلى عن دعمها للمتشددين.

معالي الوزير قرقاش أشاد بالوساطة الكويتية متطرقاً في ذات تصريحاته إلى أن هناك جملة مطالب وشكاوى سيتم التقدم بها من أجل أن تصدع الدوحة بما تريده دول الخليج العربي التي لا تحمل شراً إزاء الدوحة، وكل ما تريده أن تغير قطر سياساتها حتى لا تبقى عنصراً يهدد أمن دول الخليج العربي ويفجر النزاعات والإرهاب في كل مكان.

منظومة مجلس التعاون الخليجي منظومة قوية ومستقرة طوال العقود السابقة، وبرغم أن النيران كانت تشب في دول كثيرة إلا أن هذه المنظومة بقيت غير قابلة للتأثر، لكن السياسات القطرية ستؤدي نهاية المطاف إلى مس أمن المنطقة، لأن النيران التي تشعلها في كل مكان بدعم الإرهاب وجماعاته، والتدخل السلبي في ساحات ملتهبة مثل اليمن وسوريا والعراق وليبيا، إضافة إلى ما تريده الدوحة في مصر، نيران سوف تكتوي بها المنطقة، والدوحة في نهاية المطاف لن تسلم منها.

الدليل على ذلك أن هناك موقفاً عربياً - عالمياً يتأسس اليوم على كل المستويات ضد إرهاب الدوحة، بعد أن أيقنت كل الأطراف العربية والدولية التي تفهمت حقيقة الدور القطري، أنه لا يمكن للدوحة أن تواصل الإنكار وتمارس سياسة تؤشر على اللامبالاة، باعتبار أن الأدلة واضحة وهي أكثر من أن تعد.

ما الذي تريده دولة الإمارات وبقية الدول كما السعودية والبحرين ومصر من قطر، سوى أن تراعي أمن الخليج العربي والأمن الإقليمي والدولي، وأن تتوقف عن دور يعد أكبر من الدوحة بكثير ولا يليق أساساً بأي دولة تفهم أن الأمن والاستقرار أهم بكثير من هذه الوظائف الدموية للدول؟! وهذا ما حاولت عواصم كثيرة إفهامه لمركز القرار في الدوحة، لكن إنكارها يتعلق بكون الاعتراف سيؤدي إلى تجريم قطر دولياً، وهذا ما تتجنبه الدوحة ولا تجد مهرباً منه إلا بمزيد العناد والإنكار بكل الوسائل.

تجريم قطر دولياً أمر آتٍ، لأن هناك أطرافاً كثيرة متضررة على مستوى الدول والأفراد من السياسات القطرية، وهذا التجريم تخشاه الدوحة خصوصاً أن الأدلة متوفرة على دفع المال وتمرير السلاح عبر حلفاء إلى الجماعات الإرهابية، ومحاولة التخريب في دول عربية، أو تنفيذ انقلابات واغتيالات.

تظن قطر أن بإمكانها أن تحتمل سياسة العزلة باعتبارها خيراً من الاعتراف ومن ثم التجريم القانوني، لكننا نقول إن مرحلة التجريم الدولي مقبلة على الطريق خصوصاً في ظل توفر الأدلة والشهود على كل الممارسات القطرية.

المصدر : صحيفة البيان

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عزلة قطر عزلة قطر



GMT 07:22 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

محمد بن راشد.. عطاء القلب الكبير

GMT 08:22 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

ثوابت إعلامنا الوطني

GMT 03:43 2019 الجمعة ,24 أيار / مايو

زايد قدوة الإنسانية

GMT 07:52 2019 الأربعاء ,22 أيار / مايو

إقامة ذهبية في البلد الذهبي

GMT 06:16 2019 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

العالم أمام اختبار أمن الملاحة

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia