قطر القرار المخطوف

قطر.. القرار المخطوف

قطر.. القرار المخطوف

 تونس اليوم -

قطر القرار المخطوف

بقلم : منى بوسمرة

بشكل لا يقبل التأويل حددت الإمارات والسعودية والبحرين ومصر ثوابتها إزاء الأزمة مع قطر، وتم الإعلان عنها، لكن الدوحة أبت إلا أن تروج سيناريوهات غير صحيحة في سياق تعظيم مظلوميتها الزائفة.

هذه الثوابت عبّر عنها معالي الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية في المؤتمر الصحافي أمس، وجاءت بشكل منطقي لتؤكد ما تم الإعلان عنه سابقاً، وتحديداً أن الدول التي أعلنت مقاطعة الدوحة لا تريد أن تغيّر النظام القطري، ولا تهدف إلى تدخل عسكري، وهي أيضاً تؤمن بالحوار الدبلوماسي لحل المشاكل بين الدول لوقف دعم الفوضى والإرهاب.

هذه الثوابت منطقية، وهي ترد على الدوحة، التي تروّج سيناريوهات مثل التدخل العسكري، فيما الدول الأربع تقف أساساً ضد هذا الخيار من جانب أي دولة ضد أي دولة أخرى، وكل ما تريده هو تغيير الدوحة سياساتها والرد عبر الوساطة الكويتية.

الدول الأربع تؤكد المطالب المنطقية ذاتها كل مرة، المتمثلة في ضرورة توقف قطر عن دعم الفوضى السياسية، وتصنيع التنظيمات الإرهابية وتمويلها ورعايتها.

خلاصة هذه الثوابت التي تحدث عنها الدكتور أنور قرقاش في المؤتمر الصحافي كان قد أشار إليها أيضاً في تغريداته سابقاً، أي أن عدم تجاوب الدوحة مع ما تريده هذه الدول سيؤدي إلى قطيعة كاملة وإجراءات أشد بما يندرج تحت مصطلحات «الفراق» أو «الطلاق» أو «الافتراق»، وهي تعبيرات استخدمها الوزير مراراً.

هل يمكن للدوحة أن تواصل عداءها لجوارها، وتنعزل بشكل كامل، وهي العضو في مجلس التعاون الخليجي، وفي جامعة الدول العربية، التي تعادي الدوحة معظم دولها وأنظمتها، وهذا السؤال لا تجيب عنه السياسة القطرية، بل تمعن أساساً في إظهار العداء لكل المنطقة العربية، والاتكاء على تحالفات إقليمية غير عربية، والاستنجاد سراً بأوروبا وأميركا وإسرائيل، ظناً منها أن كل هذا سوف يحميها.

علينا أن نتحدث بصراحة، إذ إن الواضح أن القرار في قطر ليس بيد الأمير تميم، وهناك جهات خفية في قطر تعبث في إدارتها السياسة وتريد جر الدوحة إلى التهلكة وهي تعمل لأجندات خارجية، وليس أدل على ذلك من إرسال الدوحة قائمة المطالب لإحدى الدول الإقليمية للاستئناس برأيها، وهذا دليل قوي جداً على أن القرار بيد لوبي يتآمر على قطر ودول الخليج العربي، وله مرجعيات خارجية.

الدوحة التي سربت قائمة مطالب الدول، عبرت بتصرفها هذا أنها لا تقبل حتى التفاوض أو التشاور أو النقاش بشأن أي بند من بنود القائمة، ولو كانت الدوحة تنوي مسبقاً احترام الوساطة الكويتية، وتريد استرداد علاقاتها مع جيرانها لوجدت طرقاً كثيرة للتعبير عن موقفها، لكنها بدلاً من ذلك اختارت المكابرة والعناد مع الاستخفاف بمستقبلها وبكل أمن المنطقة.

قطر بشكل واضح مصابة بالعمى وبأوهام القوة، وهي مستعدة اليوم لفعل أي شيء من أجل الادعاء أنها تدافع عن سيادتها الوطنية، فيما لم تمس الدول الأربع سيادة قطر، لكنها قالت للدوحة بشكل مباشر إن أفعالها السياسية والإعلامية والأمنية تمس سيادة جيرانها وبقية الدول العربية، والدوحة هي آخر دولة يحق لها الحديث عن مس السيادة، مع موروثها في الإساءة إلى النظام السياسي العربي وتدخلها في شؤون الدول العربية.

أيام قليلة تفصلنا عن مهلة العشرة أيام، التي تم منحها للدوحة، لإعلان تجاوبها، والمؤشرات حتى اليوم سلبية، وتدل على أن الدوحة قررت أن تنتحر باختيار العزلة الأكبر بدلاً من العودة إلى محيطها الطبيعي والتاريخي.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قطر القرار المخطوف قطر القرار المخطوف



GMT 07:22 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

محمد بن راشد.. عطاء القلب الكبير

GMT 08:22 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

ثوابت إعلامنا الوطني

GMT 03:43 2019 الجمعة ,24 أيار / مايو

زايد قدوة الإنسانية

GMT 07:52 2019 الأربعاء ,22 أيار / مايو

إقامة ذهبية في البلد الذهبي

GMT 06:16 2019 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

العالم أمام اختبار أمن الملاحة

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia