كلنا مصريون

كلنا مصريون

كلنا مصريون

 تونس اليوم -

كلنا مصريون

بقلم : منى بوسمرة

رغم حجم الصدمة الإنسانية، التي أحدثتها مجزرة الإرهاب في مصر العزيزة، ورغم الدم المسفوك، فلن ينال الإرهاب من عزيمة الحق وانتصاره على الباطل الذي يحلل الحرام ويستبيح النفس الإنسانية التي حرم الله، ولن يحرف ذلك الإرهاب الدموي بوصلة الحق والاعتدال عن مسارها، بقدر ما يفتح على نفسه أبواب الهزيمة.

يد الغدر والخيانة والإرهاب تستهدف أبرياء، ترصدتهم، بلا تمييز، ولا إنسانية تحترم النفس البشرية، فقتلت أطفالاً ورجالاً سعوا إلى ذكر الله من يوم الجمعة، هو القتل من أجل القتل، على طريقة المافيات والعصابات التي أدمنت التدمير والترويع وسفك الدماء، بل تفوقت عليها، لأن إخضاع جريمة مسجد الروضة في سيناء لتحليل جنائي بسيط من حيث الدوافع والشكل والتوقيت وحجم المجزرة دليل بأنها تتفوق على كثير من جرائم العصر.

فالجريمة التي أدت إلى قتل وجرح المئات عشوائياً، تستهدف مصر العروبة، وما حققته من استقرار وسير بخطوات مطمئنة إلى مستقبل أفضل، والأداة المستخدمة هي التنظيمات الإرهابية التي بتنا نعرفها جميعاً وداعميها ومموليها.

لكن يقيننا وثقتنا أن مصر بوحدة شعبها وقوته وثباته قادرة على تجاوز هذه المحنة، وشواهد التاريخ تثبت أن كل محاولات التخريب ونشر الفوضى لم تنل من عزيمة أبناء النيل وقدرتهم على تحدي المجموعات الظلامية ومخططاتها الواهمة.

لسنا في حاجة إلى إثبات أن ما يفعله هؤلاء المجرمون لا يمت إلى ديننا الحنيف بصلة، وهذا ما كان أهل العقل والحكمة يحذرون منه منذ سنين، ولا يجوز بحال من الأحوال ربط أفعالهم الإرهابية بالإسلام، لأن هؤلاء خارج الملة وخارج الإنسانية تحركهم نوازع القتل وتتحكم فيهم أجندات التخريب في المنطقة، في ظاهرة بحاجة إلى تحليل يتجاوز الحديث عن دوافع التطرف إلى تعمق أكبر في فهم العقل الشرير الذي يقف خلف كل هذا العنف.

جريمة مسجد الروضة يجب أن تفتح العيون والعقول جيداً على ما يجري، سواء تجاه مصر أو غيرها من دول الاعتدال، ولا يمكن هنا لمنطق التساهل أن يسود لأن السند الفكري لهؤلاء هو الخطير، وهو سند قابل للتمدد إلى دول وشعوب أخرى، ولا يمكن الحديث عن الحادثة بالتلميح أن هذه الجماعات الإرهابية تنتقم من الدولة المصرية لكونها تتعرض إلى الملاحقة الأمنية، إذ إن طبيعة الجريمة واستهدافها للأبرياء تكشف عن نوايا خبيثة لمزيد من مثل تلك المجزرة.

لذلك فإن واجب المجتمع الدولي اليوم أن يقف فريقاً واحداً ضد الارهاب، وعدم التسامح مع أي طرف يسعى إلى دعم القتلة أو إيجاد التبريرات لهم، ورفض التلميحات التي تحمل تبريراً غير مباشر، كالحديث عن الظروف التي تنتج التطرف وما تفعله الحكومات إزاء هذه الجماعات المختلة فكرياً.

إن الوقوف إلى جانب قاهرة المعز ليس كرماً ولا منة، لأننا نعرف أن هناك دولاً هدفها زعزعة استقرار مصر في سعي خبيث لتحويلها إلى دولة غير آمنة، بزعزعة واقعها السياسي والأمني وما يترتب عليه من اضطرابات اقتصادية وحياتية، وهذه هي حقيقة المؤامرة التي تتورط فيها هذه الجماعات خدمة لمن يريد تدمير أهم الدول العربية مثلما رأينا في العراق وسوريا واليمن وغيرها.

وربما من المفيد التذكير في هذا المقام، على المواقف المتكررة التي صدرت عن قيادة الإمارات، ليس فقط بضرورة تكاتف المجتمع الدولي لاجتثاث الإرهاب، بل في التأكيد على أن أمن واستقرار مصر هو استقرار كل العرب، وأن نهضتها هي نهضة العرب وعزتهم، لذلك فالمطلوب الآن تجاوز المواقف السياسية والإدانات المعتادة إلى الفعل الحقيقي الذي يحمي أمن كل العرب عبر حماية وصيانة أمن مصر.

قلوب العرب اليوم مع مصر لأنها منهم وهم منها، لأنها عزهم واستقرارهم وأمنهم ومستقبلهم، بها نحيا ومن أجلها نموت. فكلنا مصريون بالنشأة والمصير.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كلنا مصريون كلنا مصريون



GMT 07:22 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

محمد بن راشد.. عطاء القلب الكبير

GMT 08:22 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

ثوابت إعلامنا الوطني

GMT 03:43 2019 الجمعة ,24 أيار / مايو

زايد قدوة الإنسانية

GMT 07:52 2019 الأربعاء ,22 أيار / مايو

إقامة ذهبية في البلد الذهبي

GMT 06:16 2019 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

العالم أمام اختبار أمن الملاحة

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:47 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الدلو الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:38 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج القوس الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:13 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العقرب الخميس 29 -10 -2020

GMT 14:08 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العذراء الخميس 29-10-2020

GMT 15:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 18:18 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الأسد الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 16:31 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

فرص جيدة واحتفالات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 18:23 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس

GMT 18:08 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:11 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الميزان الخميس29 -10-2020

GMT 14:42 2019 السبت ,16 آذار/ مارس

أفكار جديدة وملفتة لديكورات ربيع 2019

GMT 15:25 2019 الأربعاء ,26 حزيران / يونيو

انتحار طالب داخل لجنة للثانوية العامة في الغربية
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia