بقلم - أسامة الرنتيسي
أعترف أنني في غاية الحزن على تجربة الدكتور عمر الرزاز قبل أن تبدأ، التي استُقبل فيها بنقد شديد يستحقه قبل أن يتقبل التهاني “الاثنين” بالحكومة الجديدة.
حجم التأييد الذي حصل عليه الرزاز لحظة التكليف، أسبوع شهر العسل من التشكيل والتكتم والانتظار، تبخّرا فور إعلان التشكيلة الوزارية، وهذه حال لم تحصل مع أسوأ الحكومات التي تشكلت في السنوات الأخيرة، في الأقل كانت هناك فرصة الـ 100 يوم لمعظم الحكومات، ما عدا الحكومة التي تشبه هذه الحكومة، التي طارت بعد 40 يومًا.
صديق إعلامي أحترمه، عمل في الحلقات المؤثرة والحساسة في الإعلام الرسمي، سألني قبل أيام… ألا تظن أن هناك عقلَا مدبرًا يشتغل وراء الكواليس يأخذ الرأي العام في اتجاه معين لبناء حالة من الاستعداء وشيطنة الحكومة الجديدة؟.
أجبته، نعم؛ أشعر بذلك، لكن للأسف أخونا الرزاز منحهم ذخيرة حية للقصف.
واضح ان الدكتور الرزاز الشغوف بوسائل التواصل الاجتماعي والمؤمن بدورها يقرأ معظم ما يكتب في هذه الوسائل، واضطر إلى أن يرد ببوست طويل على بعض الملحوظات على تركيبة حكومته.
دافع عن وزير الصحة ونفى طلب المعلولية مع أن الوزير لم ينف الطلب، لكنه نفى ان يكون تلقى فلسا من وراء المعلولية، ونفى أن تكون وزيرة التنمية ابنة خاله، وأكد أن وزير الاتصالات مهندس مختص وابن القطاع (يمتلك محل تصليح موبايلات)، ووزير الصناعة والتجارة ليس نسيبًا لرجل من رجالات الدولة، ولم يتم فصل وزيرة الثقافة من أمانة عمّان (كتاب الفصل على مكتب الشواربة).
دفوعات الرزاز ليست في مكانها، وقد اخذته التعليقات إلى مكان تريده، ولم تقنع أصحابها، وسيستمر النبش أكثر وأكثر، ورد على أكثر التعليقات سطحية، أما التعليقات العميقة، فقد تم إغفالها.
بعد هذه الدفوعات، التي تورط فيها الرزاز، بدأ سيل الأسئلة من جديد، لِمَ لَمْ يوضح الرزاز قضية البنك الأهلي في التشكيلة، وهي أهم وأعمق بكثير من ابنة خاله ونسيب رجل من رجالات الدولة، ولِمَ لَمْ يتحدث في قضية الكفاءات والتخصص، الفني والسياسي ورشاقة الفريق؟.
الأخطر في بوست الرزاز، ما قاله عن الفريق الوزاري، وهو من النوع الدقيق، فقوله “أرجو أن يكون بعلمكم أن الفريق الوزاري الذي اخترته هو مسؤوليتي” وقد توسعت التفسيرات بأن الرزاز قال الذي اخترته، ولم يقل كل الفريق، وهذا يعني أن هناك أطرافًا أخرى اختارت جزءًا من الفريق، أما إذا كان الرزاز يعني بقوله كل الفريق من اختياره، فهذه المصيبة بعينها.
بالنهاية؛ لا إرادة سياسية في الإصلاح السياسي والاقتصادي، وما يجري فقط “حراثة جمال”.. مين قال تم.
الدايم الله…..