فرحُنا بالعيد يغيظُ القتلة والإرهابيين

فرحُنا بالعيد يغيظُ القتلة والإرهابيين

فرحُنا بالعيد يغيظُ القتلة والإرهابيين

 تونس اليوم -

فرحُنا بالعيد يغيظُ القتلة والإرهابيين

بقلم : أسامة الرنتيسي

قبل عشرة قرون، وفي لحظة تجلٍ، وقف سيّد الشعراء أبو الطيب المتنبي، وقال: “عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ..أبما مضى أم لأمر فيك تجديدُ “. إلّا أن أحفاد المتنبي، بعد أن أوجعتهم الهزائم والنكسات، عكسوا عجْزَهم على عَجُزِ بيت المتنبي، فأصبح:”عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ فقرٌ وبؤسٌ وإفلاسٌ وتشريد”.

بأية حال سيأتي العيد على العالمين العربي والإسلامي وقد اكتويا بلهيب أزمات اقتصادية طاحنة، وربيع عربي حولوه جبابرة العهود البائدة إلى خريف، بعد أن خطف انتهازيون خيراته، ولووا عنق شعاراته، فتحولت الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، إلى استحضار فتاوى تسأل عن شرعية “الفحشاء” الانتكاس النوعي، وعن مضاجعة الزوجة المتوفاة!!

يأتي العيد ونحن نسير إلى الخلف في كل شيء، وتتردى أحوالنا الاجتماعية والثقافية والعلمية والاقتصادية.

نعيش حالة رثة من تقديم الخاص على العام، وننتصر للعائلة على العشيرة، وللعشيرة على القبيلة، وللقبيلة على المدينة، وللمدينة على الوطن.

يأتي العيد ونخبنا السياسية يتصارعون في معارك طواحين الهواء، ووجبات دسمة للحديث في العيد، من تقويم أداء رئيس الوزراء والحكومة الجديدة وتركيبتها، ليبرالية أم خلطة مكس، ومجلس النواب الذي استد ضربته من النقابات المهنية، وزاود عليها.

في العيد فرصة ليسخر الناس من “مُطيع” ودخانه، فقد لوث التفكير الخبيث والساذج  بعض العقول ليحلل ان العملية الإرهابية في الفحيص والسلط في عمقها تغطية على قضية الفساد، هل رأيتم تسطيحا أكثر من ذلك؟.

سيسيطر مشروع قانون ضريبة الدخل الذي تضع عليه الحكومة اللمسات الأخيرة على حديث الناس، وماذا تغير عن مشروع القانون الذي أسقط حكومة هاني الملقي.

في العيد فرصة لكي يتغذى مجتمع النميمة على مجموعة تحليلات وأخبار كيف لصغار القوم يتصدرون حوارات الساعة، بعد أن صغر للأسف كل شيء في واقعنا، وأصبح أمّيون قادة رأي وتأثير.

نكتوي بالنار، وكأنه لا يكفي هذه الأجيال صراعات داحس والغبراء، وفواتير  ما زالت مفتوحة وقابلة للدفع من دمنا كل لحظة.

نُعيّد الثلاثاء، وقلوب الأردنيين وأنفسهم لا تزال يعتصرها ألألم على دماء الشهداء التي سالت غزيرة في الفحيص والسلط، لكن ليس أمامنا إلّا أن نواجه الجهل والإرهاب والقتلة بمزيد من الفرح والحياة والنُّور.

كل عام والجميع بألف خير وفرح وأمان.

الدايم الله….

 

 

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فرحُنا بالعيد يغيظُ القتلة والإرهابيين فرحُنا بالعيد يغيظُ القتلة والإرهابيين



GMT 04:55 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

السباق على استعمار القمر

GMT 04:46 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

نتانياهو متهم والولايات المتحدة تؤيده

GMT 04:40 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

فى حياته.. ومماته!

GMT 13:45 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

الإعلام والدولة.. الصحافة الورقية تعاني فهل مِن منقذ؟!

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 17:58 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 14:01 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج السرطان الخميس 29-10-2020

GMT 19:23 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

أجواء إيجابية لطرح مشاريع تطوير قدراتك العملية

GMT 07:13 2019 الأحد ,02 حزيران / يونيو

انطواء وعزلة

GMT 06:32 2018 الجمعة ,11 أيار / مايو

الكتابة تحت حد السيف

GMT 13:43 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يعد من أصعب الأشهر مهنياً

GMT 15:32 2017 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

إيبيريا ترتعد من الأسود
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia