أبو علي مصطفى ليست كل الرؤوس سواء

أبو علي مصطفى ليست كل الرؤوس سواء

أبو علي مصطفى ليست كل الرؤوس سواء

 تونس اليوم -

أبو علي مصطفى ليست كل الرؤوس سواء

بقلم - أسامة الرنتيسي

احتاجت إسرائيل إلى صاروخ وجهته يوم الاثنين 27/8/2001، استهدف مكتبه في مدينة رام الله ليفتت رأس زعيم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الشهيد أبو علي مصطفى الذي ورث زعامة الجبهة من القائد الرمز الحكيم جورج حبش.

في  17/10/2001 قام رفاق أبو علي مصطفى في الجبهة الشعبية بعملية نوعية ردا على اغتيال أمينها العام بعد أن اخترقوا قلب الكيان الصهيوني، واقتحموا فندق حياة ريجنسي في القدس المحتلة، واغتالوا وزير السياحة العنصري رحبعام زئيفي، برصاصات من مسافة صفر ففتتوا رأسه، يومها كتبت مقالا في صحيفة الأهالي الصادرة عن حزب الشعب الديمقراطي الأردني حشد كان عنوانه… ليست كل الرؤوس سواء، قلت يومها لا يمكن مقارنة رأس أبو علي مصطفى برأس زئيفي.

الآن بعد 16 عاما على استشهاد أبو علي مصطفى وبعد إقامة أكثر من حفل تأبين لروحه الطاهرة، تأتي لحظة غير ذكية نتيجة عقلية الدوغما التي يوصف بها بعض رفاق أبو علي مصطفى ليقعوا بخطأ التقدير وعدم معرفة أن المزاج العام محكوم للفيسبوك والسوشيال ميديا، فنبشوا في ملفات تجاوزها الزمن مثلما تجاوزها عمق العلاقة الأردنية الفلسطينية، فجاء الرد عنيفا متجاوزا  أخلاقيات التعامل كلها مع الشهداء والقادة الكبار، فتحول حفل التأبين إلى ساحة انقضت العبارات على شهيد كبير روع إسرائيل، ودوخ الموساد، ليتحول في لحظة تهريج إلى تشبيهه بالزرقاوي والبغدادي….ألهذا الدرك الأسفل وصلنا؟!

تعرفت شخصيا إلى الشهيد أبو علي مصطفى عندما كان نائبا لجورج حبش، سافرنا معا عبر باخرة بولندية من مالطا إلى ليبيا للتضامن معها في زمن الحصار، كانت الباخرة تحتاج إلى 12 ساعة للوصول إلى طرابلس، وفي هذه الساعات كانت فرصة كبيرة للتعرف إلى شخصية من وزن أبو علي مصطفى.

كان بسيطا وفلاحا لم يغادر أرض عرابة، بوصلته لا تعرف الا فلسطين والمقاومة، كان قليل الكلام لكنه عندما كان يتحدث ينصت له  الحاضرون جميعهم  حول الطاولة بقاماتهم الكبيرة، المرحوم زعيم الحزب الشيوعي اللبناني جورج حاوي، والمناضل البحراني المرحوم عبدالرحمن النعيمي أبو أمل وعزمي الخواجا وشقيق أبو علي تيسير الزبري وغيرهم.

لمحافظ العاصمة وجهة نظر في إلغاء التأبين، وللتقدير الأمني حسابات دفعت تجاه هذا القرار، لكن أتمنى أن لا يكون القرار محكوما بمزاج سكان دولة الفيسبوك، فهذه الدولة لم تكن منذ لحظة إنشائها سوى دولة تمزيق وتفريق وتفتيت، برغم أنها شطبت السلطة الرابعة واحتلت مكانها عنوة بوسائل غير مهنية ولا أخلاقية، ووضعت أشخاصا أميين سحيجة في مصاف قادة الرأي.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أبو علي مصطفى ليست كل الرؤوس سواء أبو علي مصطفى ليست كل الرؤوس سواء



GMT 13:18 2021 الإثنين ,30 آب / أغسطس

مسلسل المشروعات الوهمية لن يتوقف!

GMT 13:16 2021 الإثنين ,30 آب / أغسطس

حين يرجع العراق

GMT 13:13 2021 الإثنين ,30 آب / أغسطس

حروب الصحافيين

GMT 05:46 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

المشتبه بهم المعتادون وأسلوب جديد

GMT 05:29 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

هل يستطيع الحريري؟!

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 06:31 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

تنعم بأجواء ايجابية خلال الشهر

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 15:20 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 09:20 2016 الثلاثاء ,22 آذار/ مارس

فوائد صحية وجمالية لعشبة النيم

GMT 18:17 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

إنجي علي تؤكّد أن مصر تتميز بموقع فني عالمي رفيع

GMT 13:10 2013 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

الــ " IUCN"تدرج "الصلنج" على القائمة الحمراء

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 11:30 2017 الثلاثاء ,28 شباط / فبراير

آثار الخلافات الزوجية على سلوك الطفل

GMT 10:30 2021 السبت ,04 كانون الأول / ديسمبر

دمرنا النت والحاج جوجل!

GMT 11:43 2018 الجمعة ,08 حزيران / يونيو

البوركيني إسماعيل يانجو ينضم لنادي العروبة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia