ثقة ونُص من يجرؤ على حجب الثقة

ثقة ونُص.. من يجرؤ على حجب الثقة!

ثقة ونُص.. من يجرؤ على حجب الثقة!

 تونس اليوم -

ثقة ونُص من يجرؤ على حجب الثقة

بقلم : أسامة الرنتيسي

لا يتوقع أحدٌ ألّا يمنح مجلس النواب الثقة للحكومة، وحتى الثقة على الحافة التي يتوقعها بنحو 75 صوتا وزير الشؤون السياسية موسى المعايطة فيها نوع من التواضع، لأنه يعرف أن الرضا العام عن الحكومة كبيرٌ، والصوت الأعلى يطالب بإعطائها فرصة.

يومان على الدورة الاستثنائية، وللآن لم تتحرك المجسات الحكومية نحو النواب مطالبة بالثقة ودعم الحكومة، كما لم  تتحرك الماكينة الرسمية باتجاهاتها كافة التي تُزيّت مُسنَّنات المجلس، خاصة الغاضبين منه، والمصرين على ضرورة أن يقوم رئيس الوزراء بإجراء تعديل وزاري.

على ما يبدو أن الحكومة لا تأخذ هذا التهديد على محمل الجد، ولا تناقشه مع الأصوات التي تطالب به، على أعتبار أنه غير منطقي ولا ينسجم مع الحياة السياسية التي لم نتعود فيها قيام مجلس النواب بسحب الثقة من وزير.

سينتف النواب ريش الحكومة ريشة ريشة، ولن يتركوا شاردة ولا واردة لم ينفخوا فيها، ويكشفوا كواليس جلسات ما سُمّي حوارًا بينهم وبين الرئيس في فترة المشاورات، والوعود التي وضعت في جيوب بعضهم، ووعد مناقشة فكرة الحكومة البرلمانية مع رأس الدولة بعد ستة أشهر.

غضب شديد إنتاب النواب، كتلًا ومستقلين، بعد إعلان أسماء أعضاء الحكومة، بعد أن اكتشف النواب أن الرزاز لم يستوعب عشرات الأسماء التي أمطروه بها، ترشيحًا للوزارة.

سنشهد أسبوعًا ناريًا من الخطابات غير المسبوقة من قبل النواب، بعد أن منحهم الرئيس ذخائر عديدة يقصفون بها الحكومة، وقلة قليلة من النواب سيقفون ويتكلمون بعقول باردة، حول التشكيل الحكومي، الذي مهما اختلفنا عليه، والحكومة هذه بالذات، فلا أحد ينكر أن في التشكيلة الحالية كفاءات لا غبار عليهم، ووزراء مجربين ذوي اختصاص.

ليست حكومة مثالية، صحيح، وليست الحكومة التي من الممكن ان تقود البلاد في هذه المرحلة الحساسة، أيضا صحيح، فهي من دون مرشد سياسي حقيقي، حيث غاب الوزير السياسي عنها، لا أدري بقصد، أم من أجل الترشيق، مع أن المرحلة الحالية التي تمر بها البلاد والمنطقة، تحتاج إلى الوزير السياسي الذي يستطيع أن يقرأ المستقبل جيّدًا، ويسهم في صنع خرائط طرق للبلاد تجنبها  جبهات النار المتوقعة.

أسبوع خطابات الثقة سيكون صعبًا وقاسيًا على الحكومة، وقد بدأ التهديد مبكرا من قبل نواب بحجب الثقة، وهناك نواب مُقرِّرون الحجب عن الحكومة الحالية أو أية حكومة أخرى، وهناك نواب لا يؤمنون بفكرة حجب الثقة فهي خارج قاموسهم السياسي، خوفا على مصالحهم، مع الحكومة الحالية أو غيرها، وهناك نواب يفكرون بالحجب للمرة الأولى وسيتذوقون طعم الحجب الذي يدغدغ عواطف ناخبيهم، وقواعدهم، لكن مهما كانت القراءات، فلا أحد يتوقع أن يصل الرفض والهجوم على الحكومة إلى مستوى عدم حصولها على الثقة البرلمانية، والرزاز القادم من وزارة التربية والتعليم لا يرغب بالعلامات المتفوقة، ويكتفي بالنجاح، حتى لو كان على رأي أستاذنا الفاضل المرحوم سلمان الفضيان، يُرفَّع إكراما لوالديه.

الدايم الله…

المصدر : جريدة الوطن

المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثقة ونُص من يجرؤ على حجب الثقة ثقة ونُص من يجرؤ على حجب الثقة



GMT 04:55 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

السباق على استعمار القمر

GMT 04:46 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

نتانياهو متهم والولايات المتحدة تؤيده

GMT 04:40 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

فى حياته.. ومماته!

GMT 13:45 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

الإعلام والدولة.. الصحافة الورقية تعاني فهل مِن منقذ؟!

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 06:31 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

تنعم بأجواء ايجابية خلال الشهر

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 15:20 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 09:20 2016 الثلاثاء ,22 آذار/ مارس

فوائد صحية وجمالية لعشبة النيم

GMT 18:17 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

إنجي علي تؤكّد أن مصر تتميز بموقع فني عالمي رفيع

GMT 13:10 2013 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

الــ " IUCN"تدرج "الصلنج" على القائمة الحمراء

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 11:30 2017 الثلاثاء ,28 شباط / فبراير

آثار الخلافات الزوجية على سلوك الطفل

GMT 10:30 2021 السبت ,04 كانون الأول / ديسمبر

دمرنا النت والحاج جوجل!

GMT 11:43 2018 الجمعة ,08 حزيران / يونيو

البوركيني إسماعيل يانجو ينضم لنادي العروبة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia