بقلم - أسامة الرنتيسي
71 عاما على النكبة ولا يزال الشعب الفلسطيني يناضل للعودة إلى حيفا ويافا واللد والمدن الفلسطينية المحتلة، وسيبقى الحلم بحق العودة مقدسا مهما كانت مغريات ومؤامرات صفقة القرن.
بالمعلومات المدققة، إن ما تبقى من أراضي الضفة الغربية، لا يتجاوز (٨%) بعد أن قضم الاستيطان الصهيوني الأرض الفلسطينية التي ابتلع أكثر من نصفها جدار الفصل العنصري.
تستغل (إسرائيل) الأوضاع الفلسطينية والإقليمية والدُّولية لرسم خريطة جديدة للضفة الغربية، من خلال جملة المشروعات الاستيطانية التي أقرتها أخيرا لتحقيق هذا الهدف، وسنجد أنفسنا في مواجهة واقع جديد في الضفة الفلسطينية، تقرر (اسرائيل) في إثره نوع الحل الذي تريد، حيث تسعى إلى ضم أجزاء واسعة من الضفة وإبقاء تجمعات متناثرة، ودفع قطاع غزة إلى الانعزال جنوبا بعيدا عن الضفة.
الحكومة (الإسرائيلية) الأكثر يمينية وتطرفا، تعمل بشكل منظم لإغراق المنطقة بأكملها في دوامة عنف لا تُحمد عقباها من جراء ما تقوم به من ممارسات على الأرض، من تخريب ومصادرة للأراضي والعقارات، ومحاولاتها ترحيل سكان القدس المحتلة، وتصريحات مسؤوليها بإعادة احتلال مناطق في الضفة.
بعيدا عن قرار ترامب، ما يجرى في القدس المحتلة منذ سنوات من محاولات السيطرة على منازل وممتلكات المواطنين يؤكد أن الاحتلال ماض في خطة التهويد التي يحاول تنفيذها في القدس بهدف فرض أمر واقع في المدينة المحتلة، وما تمارسه سلطات الاحتلال الصهيوني بحق العائلات المقدسية يشكل عملية تطهير عرقي للوجود الفلسطيني في القدس.
الشعب الفلسطيني لن يتنازل عن حقوقه في إقامة دولته المستقلة على حدود حزيران عام 1967، ولن يتخلى عن القدس عاصمة لها، ومحاولات الاحتلال فرض أمر واقع على المدينة المحتلة محكوم عليها بالفشل.
بعد كل هذا الوضع الكارثي، لم يبق أمام الفلسطينيين شيءٌ يخسرونه، وخطواتهم المقبلة باتت واضحة:
الخطوة الأولى، إعلان وفاة اتفاقات أوسلو رسميا، وهذا ما أعلنه قبل فترة نائب رئيس حركة فتح محمود العالول.
والثانية، وقف اي شكل من الاتصالات المعلنة من قبل السلطة الفلسطينية مع (إسرائيل)، وغير المعلنة من قبل حماس عبر مفاوضين ألمان وغيرهم.
والثالثة، تجديد حالة الاشتباك مع المشروع الصهيوني من جذوره، وتعظيم الانتفاضة الشعبية، لكن ليس على طريقة فصائل إيران في غزة.
ورابعا، النضال الفلسطيني في الخارج بترجمة إعلان دولة فلسطين على الأرض حكومة وبرلمانا وتمثيلا خارجيا.
والخطوة الخامسة، العودة إلى الشارع الفلسطيني ومصارحته ومكاشفته بالحقائق، والخلاص من الانقسام والتشرذم والفصائلية التي تجاوزتها أوجاع الشعب الفلسطيني.