دمرنا النت والحاج جوجل
أخر الأخبار

دمرنا النت والحاج جوجل!

دمرنا النت والحاج جوجل!

 تونس اليوم -

دمرنا النت والحاج جوجل

أسامة الرنتيسي
بقلم : أسامة الرنتيسي

 حتى الفيديو الفضائحي القبيح الذي انتشر كثيرا لشخصية معروفة محليا وعربيا وعالميا تم تفسيره بأنه جاء ليغطي كوارث انتجتها حكومة العالم الخفية، العصابة التي تقود العالم…
هكذا بكل سذاجة يريد بعض ساكني دولة السوشيال ميديا والنشطاء منهم أن يقنعونا بصدق أقوالهم، وبالشهادات التي يحصلون عليها، وأن المؤامرة الكونية مستمرة في تخريب العالم بفيروس كورونا وغيره.
المحتوى البئيس والتافه والسخيف الذي يتورم في الشبكة العنكبوتية أصبح الخطر الأكبر على العلم وعلى ثقافتنا الجمعية.
على أشخاص كثيرين تسللت الأسبوع الماضي صورة مفبركة من السهل اكتشافها تُظهر ملك المغرب يصلي أمام حائط (المبكى) في القدس، وإلى جواره نتنياهو…
من علّامة كبير في القانون الدُّولي، ومن أصدقاء كثيرين، وصلتني عبر الواتساب رسالة مع صورة تزعم أن جهة خيرية في دولة الإمارات العربية قامت بطباعة نسخة جديدة من القرآن الكريم تقوم بتوزيعه مجانا في الدول العربية والإسلامية.
الكارثة التي لا يمكن أن يصدقها عقل، وواضح فيها لعب الفيتوشوب، وخباثة من وراء هذه الرسالة، تقول إن الجهة التي قامت بطباعة هذه النسخة من القرآن الكريم قامت بتغيير اسم سورة الإسراء باسم بني إسرائيل وذلك إرضاء لليهود.
لا يوجد عقل إنساني يمكن أن تمر عليه هذه الألاعيب المكشوفة، ولا يمكن أن تجد إنسانا يستوعب أن هناك مصلحة ما لأية جهة تقوم بهذا الفعل الساذج السخيف.
هذا المثال؛ أسوقه كي أشارك في الحملات الواسعة التي تشكك في مجمل المعلومات المتوفرة في بطن الشبكة العنكبوتية، التي للأسف أصبحت المرجعية الوحيدة لمعظم بني البشر، من دون التدقيق في صدق هذه المعلومات.
بحثت كثيرا في الشبكة العنكبوتية لأجد دراسة تكشف عن نسب الصدق فيما يتوفر من معلومات في هذه الشبكة لكني لم أجد، وحزنت كثيرا على الواقع الذي نعيش، بحيث أصبحت مقولة أي إنسان يسأل عن أية معلومة، ما عليه الا أن “يجلجلها” او “يغلغلها” أي أن يعود للحاج جوجل.
تسمع كثيرا من أشخاص مختلفي الثقافات والدراسات والتخصصات، معلومة يرددها من دون تفحصها، وعندما تسأله عن المصدر، يقول لك قرأتها في الإنترنت، وهو يعلم جيدا أنه ليس كل ما في الإنترنت صحيحا ودقيقا ومحكما علميا.
أحزن على من يعتمد على الوصفات العلاجية من خلال زيارة موقع موجود على الشبكة العنكبوتية، لشخص يدعي انه خبير ومتخصص في علاج ما من دون أن يجري تدقيقا فعليا وعلميا عن هذا الخبير والمتخصص.
عقدت مؤتمرات وورشات عمل كثيرة للبحث في موضوع صدق المعلومات الموجودة في الإنترنت، لكن لم يتم الوصول إلى معايير محددة لإثبات هذا والاعتماد عليه، وتحول هذا الموضوع إلى هاجس يؤرق كثيرا من الباحثين بعد أن وصلت أعداد المواقع عشرات الملايين، فكيف سيتم التحقق من صِدقِها.
الدايم الله….

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دمرنا النت والحاج جوجل دمرنا النت والحاج جوجل



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 15:48 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

لا تتورط في مشاكل الآخرين ولا تجازف

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 10:50 2020 الخميس ,31 كانون الأول / ديسمبر

رونالدو يؤكد أنه يحلم بالفوز بـ"كأس العالم" مع البرتغال

GMT 16:41 2021 الثلاثاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

ليفاندوفسكي يخرج عن صمته و"يهاجم" ميسي بسبب الكرة الذهبية

GMT 20:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

18 لاعباً في معسكر سموحة استعداداً لمواجهة وادي دجلة

GMT 11:27 2018 الجمعة ,14 كانون الأول / ديسمبر

شاب يرفض تقبيل فيفي عبده على الهواء

GMT 20:57 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

هل العلاج النفسي مهم لصحة طفلك؟

GMT 13:48 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

أميركا والسيطرة على الوضع

GMT 23:25 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

إصابة كلب بوليسي بوباء "كورونا" في مطار هونغ كونغ
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia