أزمة قطرشروط تعجيزية تفتح على تغيير النظام

أزمة قطر..شروط تعجيزية تفتح على "تغيير النظام"

أزمة قطر..شروط تعجيزية تفتح على "تغيير النظام"

 تونس اليوم -

أزمة قطرشروط تعجيزية تفتح على تغيير النظام

بقلم : أسامة الرنتيسي

أما وقد اتخذت الحكومة الاردنية قرارا حاسما من الازمة القطرية – العربية، خفضت التمثيل الدبلوماسي وطالبت السفير القطري بالمغادرة، واغلقت مكتب الجزيرة، فإن الرؤية الرسمية تبدو اكثر وضوحا حول الازمة المشتعلة في قابل الايام.

في الساعات الماضية لم يظهر دخان من اي لون عن جولة امير الكويت الى جدة، ولقاء القيادة السعودية، يطير اليوم الى ابو ظبي في محاولة لانقاذ ما يمكن انقاذه، وفي اثناء المباحثات الكويتية السعودية تسربت 10 شروط خليجية مصرية تعجيزية لا يمكن لقطر ان تنفذها من ابرزها: قطع العلاقات الدبلوماسيه مع إيران فوراً، وطرد جميع اعضاء حركة حماس وتجميد حساباتهم البنكية وحظر التعامل معهم، وايقاف بث قناة الجزيرة فوراً، وإيقاف دعم شبكات إعلامية عدة مثل “العربي الجديد” التي تم إنشاؤها برئاسة عزمي بشارة، واعلان الاعتذار الرسمي للحكومات الخليجية جميعها عن ما بدر من إساءات من قناة الجزيرة، وتعهد الدوحه بعدم ممارسة حكومتها اي دور سياسي يتنافى ويتعارض مع سياسات  دول الخليج، وان تلتزم الدوحه بميثاق العهد الذي وقع عام 2012 وطرد العناصر الاخوانية، والتوقف عن التدخل في الشؤون الداخلية  المصرية والعربية والخليجية، ووقف دعم المنظمات الارهابية بكافة السبل.

مقابل هذه الشروط التعجيزية توسعت القراءات والتحليلات عن معالجات اخرى للازمة إن وصلت الى عدم العودة، واستمر التعنت الى امكان تنفيذ انقلاب ابيض داخل النظام القطري.

الادارة الاميركية لا تزال تراوغ حول الازمة، وقد استدعى هذا الموقف ما فعلته السفيرة الاميركية في العراق أبريل غلاسبي في ازمة الخليج العميقة وغزو الكويت في 2 اغسطس 1990، عندما ابلغت صدام حسين ان هذه القضية أمر داخلي بينكم وبين الكويت، وليس مستبعدا انها فعلت ذات الدور في هذه الازمة.

الكويت وقيادتها، من اكثر الدول العربية التي قادت مصالحات عربية عربية، ويسجل لاميرها اجر المحاولة دائما، كما يسجل له عدم الدخول في محاور الخلافات، والنأي بالنفس عن الصراعات، والتسامح مع من كانت المصالحة معهم من باب المستحيل، لكن كل النيات الطيبة لا يمكن لها ان تغلق بابا ينفث منه السم في الجسد العربي، ويمارس السياسة مثل “ازعر الحارة”.

ازمة قطر هذه المرة مع دول الخليج أعمق من ازمتها في 2014 خاصة ان مصر لم تكن قد دخلت على الخط مباشرة، ومع هذا لم تلتزم الدوحة بتنفيذ شروط دول الخليج يومها التي كانت اقل صرامة من شروط اليوم وتركزت على وقف سياسة تجنيس الخليجيين، وإعادة ترتيب العلاقة مع قيادات الاخوان المسلمين الموجودين في الدوحة لمغادرة الأراضي القطرية، وغلق قناة الجزيرة (مباشر مصر)، وحل جميع الشركات التجارية في قطر التي يساهم بها الاخوان مع تعويضهم التعويض المناسب.

في عام 2014، اكتفت السعودية والبحرين والإمارات بسحب السفراء من الدوحة،  أما في ازمة اليوم، فقد أغلقت هذه الدول سفاراتها في قطر، كما تم إغلاق الحدود البرية السعودية – القطرية، التي تشكل المنفذ البري القطري الوحيد. اضافة إلى إغلاق المجال الجوي السعودي والإماراتي أمام جميع رحلات الخطوط الجوية القطرية، كما مُنِحَ مواطنو قطر أسبوعَيْن لمغادرة السعودية والبحرين والإمارات، مع حظر سفر جميع مواطني هذه الدول إلى قطر.

قرارات دول الخليج في الخطة (أ) بمثابة اعلان حرب على قطر يتم فيها استخدام ادوات ضغط مقبولة دوليا، لكن من يضمن عدم وجود خطة (ب) على الاجندة، خاصة أن قرارات الحرب اصبحت هذه الايام اسهل من قرارات السلم.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أزمة قطرشروط تعجيزية تفتح على تغيير النظام أزمة قطرشروط تعجيزية تفتح على تغيير النظام



GMT 10:30 2021 السبت ,04 كانون الأول / ديسمبر

دمرنا النت والحاج جوجل!

GMT 12:19 2021 الخميس ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

زيادة جُرعة خيبات الأمل!

GMT 18:15 2021 الإثنين ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

تجييش مجاني…”شكلها مستعجلة على الكونفدرالية…”!

GMT 13:18 2021 الإثنين ,30 آب / أغسطس

مسلسل المشروعات الوهمية لن يتوقف!

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 06:31 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

تنعم بأجواء ايجابية خلال الشهر

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 15:20 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 09:20 2016 الثلاثاء ,22 آذار/ مارس

فوائد صحية وجمالية لعشبة النيم

GMT 18:17 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

إنجي علي تؤكّد أن مصر تتميز بموقع فني عالمي رفيع

GMT 13:10 2013 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

الــ " IUCN"تدرج "الصلنج" على القائمة الحمراء

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia