“البلد مخزّوَقَة” و”خلّيها لَبُكرة بنشوف”

“البلد مخزّوَقَة..” و”خلّيها لَبُكرة بنشوف”

“البلد مخزّوَقَة..” و”خلّيها لَبُكرة بنشوف”

 تونس اليوم -

“البلد مخزّوَقَة” و”خلّيها لَبُكرة بنشوف”

بقلم : أسامة الرنتيسي

في اليوم الثاني بعد الانتخابات، وبعد تجربة قاسية في حض المواطنين على ضرورة المشاركة والمساهمة في صناعة مستقبلهم، شاركوا فيها بكل تثاقل، قَد لا يَمتَلِكُ أيُّ سياسيٍ أو خبيرٍ أو مفكرٍ استراتيجيٍ الإجابة عن سؤال الأردنيين الدائم؛ “وين رايحة البلد…”، وهذا الواقعُ مُتناغِمٌ مع الحالة السياسية والعامة والخاصة أيضًا، في البلاد التي تعمل ضمن نظرية “خلّيها لَبُكرة..”

و”خلّيها لَبُكرة” نظريةُ مَن لا يعرفُ ماذا يَفعل في أية قضية تُطرح على مسمعه مِن المستويات كافة، ومِن شتى المتفائلين والمتشائمين.

إذا ما طَلبتَ شيئًا مِن صديقٍ في أية قضية كانت، خاصة أو عامة، تجده قد تَلعثم في الإجابة، قائلَا لك: “خلّيها لَبُكرة وبِنْشوف..”

إذا طلبت مساعدة أو حاجة مِن مسؤول أو أي شخص، لا يستطيع تلبيتها، ولا يُريدك أن تعرف عدم إمكانه تلبية ذلك، فإنه ينسحب موعِدًا: “خليها لبكرة…”

و”خليها لبكرة..” تسمعها من الوزير والسياسي والاقتصادي ورجل الشارع وحارس العمارة، وأنت بدورك تُسمعها  لزوجِك وأولادك والبقال الذي تستدين منه، ومحاسب المدرسة الذي لم تستطع أن تسدد له باقي أقساط أبنائك…

بَيْن “خلّيها لَبكرة” و”وين رايحة البلد”، تُشاهد حجم التجهُّم على وجوه الناس، وترى الترقّب في العيون، والقلق مِن بُكرة، والحيرة في الإجابة عن المستقبل.

“وين رايحة البلد” سؤال تَصعُب إجابته في ظل الضبّاب الذي يَلُف القضايا الإقليمية مِن حَولِنا، فالمعركة الحاسمة مع عصابة داعش الإجرامية في الأنبار لا بُدّ أن يكون لها انعكاسات وارتدادات علينا، أقلّها حركة لجوء جديدة.

 والحربُ المُستَعٍرة في اليمن، لا يَفهم أحدٌ إلى أين ستوصِل نتائجها، ولا ندري متى سيمطر الغيم السوري الأسود، بعد كل هذه السنوات من الخراب والدمار، ومتى ستستأنف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية المتوقفة بسبب تعنت نتنياهو وتطرفه، وإن استؤنفت ماذا ستكون  نتائجها،  بعد أن تاهت مشروعات المصالحة الفلسطينية في غياهب الجُبْ.

“وين البلد رايحة” في ظِلِّ الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصّعبة التي يمر بها الأردنيون، وانتظار كرم الأشقاء والأصدقاء، الذين لا يُقَدِّرون أحوال الأردنيين، وصعوبة الحياة التي يمرون بها، بعد أن دفعوا فواتير أزمات كثيرة  تعصف بالمنطقة.

وفي ظِلّ اعتلال العلاقة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، برغم  تدخلات رأس الهرم، حتى باتت الجلسات النيابية لا تمر من دون مشاجرة، أو مذكرة، أو تقريع بين الحكومة والنواب، واستعارة مواقف سابقة للّوم والتذكير.

“وين البلد رايحة” بعد أن أصبح شعار الشباب الأردنيين؛ إنّ أفضل طريق لبناء المستقبل، طريق المطار، والهجرة إلى المجهول، لعلّ وعسى أن يتم العثور على فرصة للحياة والعمل والأمل.

“وين البلد رايحة” بالله العظيم لم يبق امام وزير حالي في الحكومة الا ان يشارك في أول اعتصام ضد الفساد، بعد ان قال لي بغضب حرفيا “البلد مخزّوَقَة..” و”الفساد ضرب  مفاصل الدولة كلها، ولم يبق أمامنا شعار نرفعه سوى سيادة القانون لعل وعسى ننقذ ما يمكن إنقاذه”.

أقول لكم: “خلّوها لَبكرة..”

والدّايم الله.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

“البلد مخزّوَقَة” و”خلّيها لَبُكرة بنشوف” “البلد مخزّوَقَة” و”خلّيها لَبُكرة بنشوف”



GMT 08:37 2017 السبت ,16 أيلول / سبتمبر

من جيوب الأغنياء لا الفقراء

GMT 07:37 2017 الإثنين ,04 أيلول / سبتمبر

قتال فى الفضاء

GMT 07:34 2017 الإثنين ,04 أيلول / سبتمبر

حلقات مفقودة في خطاب حسن نصرالله

GMT 07:30 2017 الإثنين ,04 أيلول / سبتمبر

الغول يلد فأراً

GMT 07:15 2017 الإثنين ,04 أيلول / سبتمبر

ناجي العلي وتحقيق جديد في اغتياله

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 06:31 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

تنعم بأجواء ايجابية خلال الشهر

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 15:20 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 09:20 2016 الثلاثاء ,22 آذار/ مارس

فوائد صحية وجمالية لعشبة النيم

GMT 18:17 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

إنجي علي تؤكّد أن مصر تتميز بموقع فني عالمي رفيع

GMT 13:10 2013 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

الــ " IUCN"تدرج "الصلنج" على القائمة الحمراء

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 11:30 2017 الثلاثاء ,28 شباط / فبراير

آثار الخلافات الزوجية على سلوك الطفل

GMT 10:30 2021 السبت ,04 كانون الأول / ديسمبر

دمرنا النت والحاج جوجل!

GMT 11:43 2018 الجمعة ,08 حزيران / يونيو

البوركيني إسماعيل يانجو ينضم لنادي العروبة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia