معيب ومريب الصمت على بيع أراضي البطريركية الأرثوذكسية في القدس

معيب ومريب الصمت على بيع أراضي البطريركية الأرثوذكسية في القدس

معيب ومريب الصمت على بيع أراضي البطريركية الأرثوذكسية في القدس

 تونس اليوم -

معيب ومريب الصمت على بيع أراضي البطريركية الأرثوذكسية في القدس

بقلم : أسامة الرنتيسي

معيب ومريب إلى حد الفاجعة الصمت الرسمي الأردني والفلسطيني على الفضيحة الأخيرة التي ارتكبتها القيادة البطريركية الأرثوذكسية في إبرام صفقة بيع أراضٍ وقفية تابعة إلى الكنيسة الأرثوذكسية (اليونانية) في مدينة القدس المحتلة في منطقتي الطالبية والرحفية إلى شركة صهيونية، تقدر مساحتها بنحو 500 دونم، ونقلت ملكيتها إلى الاحتلال الإسرائيلي.

فهذه ليست المرة الأولى التي تلاحق فضائح بيع أملاك البطريركية الأرثوذكسية في فلسطين عموماً، والقدس بشكل خاص، القيادة اليونانية لهذه البطريركية.

ما أن تنتهي أزمة عند أبناء الرعية العرب الأرثوذكس، حتى تنفجر أخرى، وهذه الحال ممتدة منذ 500 عام عندما بدأت قيادات الرعية المطالبة بتعريب الكنيسة من قبضة اليونان، اذ لم تكتف البطريركية في القدس ببيع جزء كبير من أراضي القدس لليهود، بل تجرأت على الدعوة للتجنيد في صفوف جيش الاحتلال، ويتآمرون على الحضور المسيحي في هذه المنطقة، كما يشير إلى ذلك سيادة المطران عطاالله حنا، رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس.

قد يكون الحديث عن تعريب الكنيسة الأرثوذكسية غير دقيق، حيث تعتبر الرعية العربية الأرثوذكسية في بلاد الشام عامة وفي الأردن وفلسطين خاصة، الأكثر عددا بين العرب المسيحيين، الذين تعود أصولهم إلى الغساسنة والمناذرة والتغالبة في الجزيرة العربية وبلاد الشام والعراق، فالكنيسة المقدسية عربية أساسا، والمطلوب فقط تخليصها من أيدي اليونان، والحديث عن هُوية الكنيسة يطال الرئاسة الروحية لا الرعية العربية.

طوال الخمسة قرون الماضية برزت قيادات شرعية عربية أرثوذكسية قادت نضال العرب الأرثوذكس، في محاولة للحصول على الحقوق أو بعضها، ونظمت مؤتمرات أرثوذكسية، واستمرت في الاعتصامات والمطالبات بحقوق ابناء الرعية.

يعرف أبناء الرعية الأرثوذكسية أن حل قضيتهم وتحقيق أمانيهم لن يتحققا إلا بتحقق السيادة العربية على فلسطين والقدس. فالارتباط أساسي بين القضية الأرثوذكسية والقضية الوطنية العربية، لأن القضية الأرثوذكسية قضية وطنية بامتياز.

القضية الأرثوذكسية ليست قضية مسيحية، بل هي قضية وطنية، وقضية العرب، المسيحيين والمسلمين، هم أبناء أمة واحدة وأبناء وطن واحد، وقد ثبت ذلك بموقف المسلمين العرب خلال الأحداث المهمة الخاصة بالقضية الأرثوذكسية طوال الخمسة قرون الماضية.

بعد هذه الفضائح وإن لم يكن هناك تورط أردني رسمي من نوع ما، لا يجوز أن تبقى الحكومة صامتة، وسلبية قراراتها في هذه الأوضاع، وعليها تنفيذ قانون بطريركية الروم الأرثوذكس المقدسية رقم (27) لسنة 1958، بحيث يأخذ الأرثوذكس العرب حقهم في إدارة شؤونهم، ومن أهم مطالبهم فتح باب الرهبنة لأبناء العرب الأرثوذكس، ووقف بيع وتأجير أوقاف الكنيسة الأرثوذكسية المقدسية إلى جهات استيطانية إسرائيلية، تسعى إلى تهويد الأراضي الكنسية.

الأب الرائع المونسنيور منويل مسلّم، من كهنة البطريركية اللاتينية في القدس، أصيب بجلطة دماغية حادة يوم الأحد، أقسم أن سببها المعلومات التي سمعها عن بيع الأراضي في القدس، وهو الذي قال ذات ليلة على فضائيات العالم في رسالة إلى مسلمي غزة: “إذا هدموا مساجدكم، ارفعوا الأذان من كنائسنا”، وذلك ردا على استهداف الطائرات الإسرائيلية لمساجد القطاع.

أدعو لأبينا منويل مسلم بالشفاء، واللعنة على كل من يتعامل خيانة مع الاحتلال الإسرائيلي.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معيب ومريب الصمت على بيع أراضي البطريركية الأرثوذكسية في القدس معيب ومريب الصمت على بيع أراضي البطريركية الأرثوذكسية في القدس



GMT 10:30 2021 السبت ,04 كانون الأول / ديسمبر

دمرنا النت والحاج جوجل!

GMT 12:19 2021 الخميس ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

زيادة جُرعة خيبات الأمل!

GMT 18:15 2021 الإثنين ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

تجييش مجاني…”شكلها مستعجلة على الكونفدرالية…”!

GMT 13:18 2021 الإثنين ,30 آب / أغسطس

مسلسل المشروعات الوهمية لن يتوقف!

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 06:31 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

تنعم بأجواء ايجابية خلال الشهر

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 15:20 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 09:20 2016 الثلاثاء ,22 آذار/ مارس

فوائد صحية وجمالية لعشبة النيم

GMT 18:17 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

إنجي علي تؤكّد أن مصر تتميز بموقع فني عالمي رفيع

GMT 13:10 2013 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

الــ " IUCN"تدرج "الصلنج" على القائمة الحمراء

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 11:30 2017 الثلاثاء ,28 شباط / فبراير

آثار الخلافات الزوجية على سلوك الطفل

GMT 10:30 2021 السبت ,04 كانون الأول / ديسمبر

دمرنا النت والحاج جوجل!

GMT 11:43 2018 الجمعة ,08 حزيران / يونيو

البوركيني إسماعيل يانجو ينضم لنادي العروبة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia