صرخة الفنانين الاردنيين…لا نريد دروعا بعد الموت

صرخة الفنانين الاردنيين…لا نريد دروعا بعد الموت

صرخة الفنانين الاردنيين…لا نريد دروعا بعد الموت

 تونس اليوم -

صرخة الفنانين الاردنيين…لا نريد دروعا بعد الموت

بقلم : أسامة الرنتيسي

كلمات مؤلمة تسمعها من فنانة اردنية مبدعة رانيا اسماعيل التي استطاعت أن تجسد وتكرس شخصية شعبية دافئة وحقيقية تشبة كل الاردنيات “خضرا” بمشاركة مع “زعل” الفنان حسن سبايلة، عندما تقول هذا أول رمضان يمر علينا ولا يكون الثنائي “زعل وخضرا” ضمن برامج التلفزيون الاردني الرمضانية.

الغياب عن برامج التلفزيون الاردني له اسبابه بنظر الفنانة رانيا، لكنها للأسف اسباب شخصية ونظرة ضيقة من قبل زملاء لا يحبون الخير لزملائهم، وتضيف رانيا انها لا تعتمد على العمل التلفزيوني ومردوده المالي، بقدر اعتمادها على المسرح، لكنها لا تحب ان تغيب عن الشاشة الوطنية لاعتبارات كثيرة.

ذكرتني كلمات العزيزة رانيا بصرخة فنان كبير من وزن الصديق زهير النوباني عندما لم يتمالك نفسه قبل سنوات وأصر على اعتلاء المنصة، وأمسك المايكروفون في نهاية الاحتفال التأبيني للفنان الأردني الراحل توفيق النمري، وقال إن تكريم المبدعين يكون بحفظ كراماتهم أحياء وأمواتا، والفنان النمري الذي رسم معالم الأغنية الأردنية لأكثر من ستين عاما، مات ولم يحصل على تأمين صحي من الإذاعة الأردنية التي أفنى فيها عمره، زهرته وكهولته. ولن تنفع الكلمات، إذا لم تكن مترافقة مع حفظ كرامة الفنان والمبدع.

واقع الفنان الاردني المعاش صعب للغاية، بعضنا يتذكر كيف كانت الحال في جنازة ومراسم عزاء فنان كبير من وزن المرحوم اسماعيل خضر.

وكيف لم يوجد من يدفع فاتورة المستشفى الحكومي عن فنان كبير من الرواد المرحوم علي عبدالعزيز.

ونتذكر ايضا صرخة نقيب الفنانين السابق حسين الخطيب التي أوجع فيها القلوب من الحالة الصعبة التي وصلها الفنان الأردني، حين اضطرت النقابة إلى تنظيم جنازة رسمية تنعى فيها الفنان الأردني .

ولن ننسى الجهد الكبير الذي قامت به الفنانة المبدعة سهير فهد، وعدد من الفنانين الأردنيين عندما انشأوا صفحة على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” بعنوان “من سينتصر للفنان الأردني؟.

بعد وفاة الفنان محمود صايمة، أجمع عدد كبير من زملائه على أنه مات مقهورا من الأوضاع الاقتصادية التي كان يعيشها. ولم يكن صايمة وحيدا في هذا الواقع المؤلم الذي يعيشه الفنان الأردني، فمعظم الفنانين الأردنيين يعيشون أوضاعا صعبة، بعد أن استبعدت شركات الإنتاج العربية الفنان الأردني من حساباتها، وبعد خراب اوضاع شركات الإنتاج المحلية، وضيق حال القائمين عليها، وإغلاق التلفزيون الأردني أبوابه أمام الفنان الأردني، وأمام الإنتاج الحقيقي الذي كان يوفر دخلا معقولا لعدد من الفنانين، عندما كان التلفزيون يفكر في الإنتاج والإبداع، وعندما كان التلفزيون، تلفزيونا، وليس استديوهات عفا عليها الزمن، كما تجاوزتها التكنولوجيا الحديثة.

لا يحتاج الفنان الأردني إلى حفلات تكريم بعد الموت، ولا دروع وأوسمة تمنح إلى أسرته، ولا كلمات تقال في حفلات التأبين، ولا حتى إطلاق اسمه على شارع، يحتاج فقط أن يحترم إبداعه، وحمايته من نظرة زوجة معاتبة، وأبناء قد يصلون إلى مرحلة الكفر بالفن والإبداع الذي لا يؤمن لهم حياة كريمة، ولا يؤمن مصدر رزق يحمي من قروض لا يتمكن الفنان من الالتزام بتسديد أقساطها.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صرخة الفنانين الاردنيين…لا نريد دروعا بعد الموت صرخة الفنانين الاردنيين…لا نريد دروعا بعد الموت



GMT 10:30 2021 السبت ,04 كانون الأول / ديسمبر

دمرنا النت والحاج جوجل!

GMT 12:19 2021 الخميس ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

زيادة جُرعة خيبات الأمل!

GMT 18:15 2021 الإثنين ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

تجييش مجاني…”شكلها مستعجلة على الكونفدرالية…”!

GMT 13:18 2021 الإثنين ,30 آب / أغسطس

مسلسل المشروعات الوهمية لن يتوقف!

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia