بقلم : أسامة الرنتيسي
متلازمتان لم نتمكن من التخلص منهما برغم مرور سنين طوال، الوعود الحكومية، وكلام الجرايد.
تطورت الصحافة الى أن أصبح الإعلام قائد التغيير في المجتمعات، إلا أن متلازمة “هذا كلام جرايد” لم تغادر عقلية الكثيرين.
والوعود الحكومية، متلازمة أخرى لا يصدقها الناس، فإذا وعدت الحكومة، تأتي قناعة الناس عكسها تماما.
تقدم الحكومة، أية حكومة، برنامج عملها الى مجلس النواب لتحصل على ثقة الشعب، ضمن مشروعات وأهداف محددة، وروزنامة زمنية محددة أيضا، لكن بعد أن تحصل على الثقة، التي تحصل عليها دائمًا، لا أحد يعود الى ذلك البرنامج لمحاسبتها على أساسه.
آخر تصريحات رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز أنه “يُعيد تعريف الحماية الاجتماعية ويعزز شراكة الحكومة مع مؤسسات المجتمع المدني في خدمة الأسر الفقيرة”…. ،.
كلام مدحبر لا يختلف عن مشروع النهضة الذي مللنا سماع اسطواناته ولم نر منه شيئا ولا حتى خطوة إصلاح إلى الأمام.
الخطاب الحكومي يتوسع في إطلاق الوعود، أقلها “أن الحكومة حريصة على تقديم أشكال الدعم كافة والمساعدة للمؤسسات الرقابية والمحاسبية، ودعم المؤسسات الاقتصادية الكبرى لمواصلة دورها في دعم الاقتصاد الوطني”.
أما الشيء غير المفهوم هو إطلاق الوعود من الحكومة الحالية والحكومات السابقة لإدارة شركة الخطوط الجوية المَلِكية الأردنية ” بدعم الشركة ناقلًا وطنيًا وسفيرا أساسيًا للأردن في دول العالم كافة.”
كم تمنيت أن أعرف ما هو الدعم الذي يمكن ان تقدمه الحكومة للمَلِكية الغارقة في الديون، مثلما هي موازنة الدولة، غارقة أيضا وتستغيث؟.
فكرة الوعود وتقديم الدعم، هي الصفة الغالبة على الخطاب الرسمي منذ سنوات طوال، ونسمع كثيرا من أشخاص ومؤسسات تلقوا وعودا حكومية إلا أنها بقيت هواءً منثورا.
يزور وزير البلديات إحدى المدن، فيستمع الى مطالب أهلها، فيبدأ بإطلاق الوعود، وهو والسامعون يعرفون أنها لن تتحقق.
يضع وزير الصحة حجر الأساس على صخر صوان لمستشفى او مركز صحي، فيبقى حجر الصوان ويضيع حجر الأساس.
سمعنا من وزير تربية سابق أن قناة تربوية سترى النور قريبا، فغادر الوزير، ولم نر القناة، والخوف أن تغيب التربوية.
طبعا، عن وزراء الاقتصاد والمال، حدث ولا حرج.
وعن كلام الجرايد أيضا حُطْ في الخُرْج….