بقلم : أسامة الرنتيسي
مع أنّ خيبة الأمل لا تصنع سياسةً، لكنّ المتابع للحياة السياسية في الأردن يشعر بخيبة أمل من كل شيء.
فالأداء الحكومي والنيابي والحزبي مرتبك وفاقد للبوصلة الحقيقية، ولا يدري المرء إلى أين تسير الأمور؛ الكل في حالة انتظار وترقب، والكل يضع يده على قلبه من قابل الأيام.
الحكومة لا تخرج من أزمة إلا وتدخل في أخرى، وكأنها فعلا تبحث عن الأزمات وتخلقها.
وحتى عندما “تخطف” الدولة شخصا من صفوف المعارضة لتسلمه حقيبة وزارية نشعر في البداية بحالة من الغبطة، ونتوهم أن الأمور ماضية في الطريق السليم، لكن ما هي سوى أيام حتى نكتشف أن صاحبنا المتطرف في المعارضة ليس إلا وزير داخلية بعقلية عرفية أكثر من الذين عاشوا مرحلة العرفية وكانوا من رجالاتها البارزين.
أو نائب رئيس وزراء لا تلمس له بصمات في العمل الحكومي ولا في تطوير الحياة السياسية، مع أن فعله في العمل النقابي والنيابي كان علامة بارزة بشهادة الجميع.
لا أحد يدري ماذا يفعل المنصب الحكومي في الشخصيات السياسية المعارضة، وكيف يتحول بعثي قديم إلى وزير داخلية قاس وعرفي، أو يتحول يساري إلى يمينية أكثر من اليمين ذاته، وقومي إلى صاحب أجندات ضيقة لا تحتمل وجهات النظر الأخرى، واسلامي الى رجل بزنس يضيق ذرعا باخوانه من الاسلاميين.
مجلس النواب، أيضا، يعمل عكس عقارب الزمن، مع أنه يضم طاقات جديدة زاد عدد النواب الجدد عن نصف أعضاء البرلمان، وكفاءات في مختلف التخصصات، وشباب يحلمون بأحداث فرق في العمل البرلماني، لكن يخرج نائب ليباطح إسرائيليا في أرض الأغوار فلا تبقى صورة إيجابية عالقة في ذهن الناس إلا وقد أعلن الجميع عن كفرهم من العمل النيابي.
أما الأحزاب فقد وصلت إلى مرحلة من البؤس فقدت فيها حتى دعم المتعاطفين معها، وهم الآن أكثر المنتقدين لها، حتى أطلق بعضهم عليها أحزاب الـ 50 ألف دينار.