لا بل علماني يا رزاز

لا بل علماني يا رزاز!

لا بل علماني يا رزاز!

 تونس اليوم -

لا بل علماني يا رزاز

بقلم : أسامة الرنتيسي

أخذت واعطت كثيرا جملة نُقلت عن لسان رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز في أيام البحث عن الثقة البرلمانية، إنه على الصعيد الشخصي ليس علمانيا، ولا مع فصل الدين عن الدولة.

هذه الجملة صدمت أنصار التيار العلماني والتيار المدني عموما ووضعتهم في موقف الهجوم على الرزاز بانه خان مبادئه، ولا يستحق الدعم المعنوي والارتياح الشعبي الذي حصل عليه من لحظة تكليفه بالحكومة، حتى وصلت إلى أن يوجه له النائب العلماني – قائد “معا” وفكرة التيار المدني المحزب قبل أن يتم خطفها- خالد رمضان تحت القبة ” سؤالًا صعبًا مباشرًا :ما هي الرسالة الثقافية التي أحببت إيصالها عندما تقول: إنك لست علمانيا” ؟.

لم يدقق أحد ان الرزاز لم يقل هذه الجملة في مؤتمر صحافي، ولا خطاب في البرلمان او مؤتمر عام، ولم يسمعها احد منه، بل نقلت على لسان عضو في كتلة الإصلاح النيابية المحسوبة على الاخوان المسلمين النائب سعود أبو محفوظ.

ابو محفوظ زعم أن الرزاز طمأن نواب كتلة الإصلاح، بأنه “ليس علمانيا وليس مع فصل الإسلام عن الدولة”. لاحظوا انه قال الاسلام ولم يقل الدين، والمعروف ان العلمانيين يطالبون بفصل الدين عن الدولة ولم يحددوا الإسلام عن غيره من الديانات.

حسب أبي محفوط، والجميع يعلمون احترام ابي محفوظ للاختلاف والعلمانيين تحديدا من بينهم حيث لم يجد شيئا يتهمهم به سوى تجمع المثليين في انتخابات نقابة المهندسين، يشير ابو محفوظ في تصريح لموقع إلكتروني عربي لا أردني، الى ان الرزاز قال: ” أنا على الصعيد الشخصي لست علمانيا، ولا مع فصل الإسلام عن الدولة، لكن أتخوف من الكراهية في الدين واستبداد الدولة”.

إذا كان كلام ابي محفوظ دقيقا، وانا أشك في ذلك، فإن الرزاز حاول بدهاء العلمانيين ان يُجرب اللعب مع الإخوان المسلمين الذين تستهويهم لعبة علماني وإسلامي، يساري ويميني وغيرها من التصنيفات، ويتحادق عليهم في السياسة كي يستميلهم لصفه، ويبيعهم هكذا تصريح، و- انا شخصيا لست معه في هذا الطرح واللعب السياسي وخاصة مع الإخوان-.

طبعا؛ ابو محفوظ وجماعته يعرفون عز المعرفة أن الرزاز شخصيا وابا عن جد علماني وذو تفكير تقدمي، ولا اعتقد انهم بهذه السذاجة لكي يبلعوا تصريحا انتخابيا، لكن لهم مصلحة في دق إسفين  بين الرزاز وجماعة التيار المدني والعلمانية في البلاد.

كل من يعرف الدكتور الرزاز شخصيا، عن قُرب او بُعد، يعرف انه علماني التفكير، مدني الممارسة، انساني الطباع، ذو نظرة تقدمية اجتماعية في معالجة الشؤون السياسية والاقتصادية، ولا يستطيع بعد هذا العمر والإرث الكبير ان ينزع عنه ثوبا لبسه سنوات طوال.

هو ليس ثوريا ولا ثورجيا، ولا يؤمن بإقصاء احد، لهذا حاور الاخوان مرة ومرتين، ويحاور غيرهم مرات كثيرة.

الدايم الله…..

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا بل علماني يا رزاز لا بل علماني يا رزاز



GMT 10:30 2021 السبت ,04 كانون الأول / ديسمبر

دمرنا النت والحاج جوجل!

GMT 12:19 2021 الخميس ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

زيادة جُرعة خيبات الأمل!

GMT 18:15 2021 الإثنين ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

تجييش مجاني…”شكلها مستعجلة على الكونفدرالية…”!

GMT 13:18 2021 الإثنين ,30 آب / أغسطس

مسلسل المشروعات الوهمية لن يتوقف!

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:47 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الدلو الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:38 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج القوس الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:13 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العقرب الخميس 29 -10 -2020

GMT 14:08 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العذراء الخميس 29-10-2020

GMT 15:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 18:18 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الأسد الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 16:31 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

فرص جيدة واحتفالات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 18:23 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس

GMT 18:08 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:11 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الميزان الخميس29 -10-2020

GMT 14:42 2019 السبت ,16 آذار/ مارس

أفكار جديدة وملفتة لديكورات ربيع 2019

GMT 15:25 2019 الأربعاء ,26 حزيران / يونيو

انتحار طالب داخل لجنة للثانوية العامة في الغربية
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia