حقيقتان من درس الفحيص والسلط

حقيقتان من درس الفحيص والسلط

حقيقتان من درس الفحيص والسلط

 تونس اليوم -

حقيقتان من درس الفحيص والسلط

بقلم : أسامة الرنتيسي

اثبتت الساعات الماضية حقيقتين من درس الفحيص والسلط.

الأولى؛ حزن عميق يلفنا جميعا، مجبول بالقهر والقلق، فكيف يجد هؤلاء القتلة مسكنا آمنا بيننا، حتى لو كانوا تحت رقابة وأعين الأجهزة الأمنية 24 ساعة، وتعرفهم واحدا واحدا، فهم ينتظرون اللحظة للانقضاض على حياتنا وفرحنا وأمننا ومستقبلنا.

الثانية؛ حالة الوحدة العجيبة التي تجمعنا في لحظات الأزمة، فتُذوب  إختلافاتنا جميعها في بوتقة من الوحدة الوطنية لا مثيل لها، فكل دمعة تسقط من والدة شهيد تسبقها دموع الأردنيين جميعا، ذكورا وإناثا، وكل قهر في قلب والد شهيد، يصل وجعه إلى أرواحنا جميعا، وكل حسرة في روح زوجة وابن وأخ وأخت شهيد تصل أناتها إلى أرواحنا جميعا.

هذه الحالة جُربت أكثر من مرة وأكثر من وجع، فلم يبق مواطن إلا ومات قهرا على ابن الشهيد علي قوقزة الذي سيرى النور بعد أربعة أشهر، ولم يبق مواطن صامد أمام عيني إلياس ابن الشهيد معاذ الدماني الحويطات، إلا وانزوى جانبا يكفكف دموعه.

اثبتت أحداث اليومين الماضيين حقيقة وعمق أن ما يجري ضد الإرهاب وتنظيم داعش تحديدا (حتى لو لم يعترف بمسؤوليته عن العملية ففيها لمساته) هو حربنا فعلًا، ومن لا يرى غير ذلك عليه إعادة النظر في آرائه.

لا مجال الآن للاختباء وراء مقولة “ما جرى ويجري في العراق وسورية ليس حربنا”، وأننا بعيدون عن أهداف داعش، فالتنظيم الذي يخاطب العالم على الطريقة الهمجية قائلا: “نحن من سيغزوكم، ولن تغزونا، أبدًا، سنفتح روماكم، ونكسر صلبانكم، ونسبي نساءكم”، ويحرض على قطع رؤوس الجنود المصريين، قائلا: “شرّدوا بهم مَن خلفهم حيث ثقفتموهم، فخّخوا لهم الطرقات، وهاجموا لهم المقرات، واقطعوا رؤوسهم، ولا تجعلوهم يأمنون”، يعرف جيدًا أن هذه حرب كونية على الظلام وليست حربا فيها وجهات نظر.

إذا أردنا أن ننجو بالأردن من خطر داعش، ومن الارتدادات على الداخل من داعشيين مرئيين وغير مرئيين، علينا ان لا نظهر اي اختلاف في التقويم، إننا نشارك في حرب تدافع عن الحياة والإنسانية والدولة المدنية، فهي بالمحصلة ليست حربًا فكرية كما يروج بعض أنصار داعش المختبئين تحت عباءات أخرى، وإنما حرب بين النور والظلام.

نعيش في مرحلة إعادة رسم جديد لخريطة المنطقة، ولا أحد يعرف بالضبط حدود وأشكال ونقاط الضعف والقوة في هذه الخريطة الجديدة، والى أين ستصل نهايات الأوضاع والحروب والصراعات.

مهما تكن النتائج في الصراع مع هذا التنظيم، فإن الحرب مكاسب وخسائر، لكن في النهاية فإن المنتصر هو الذي ينحاز للنور، لا  للجهل والتخلف وقطع الرؤوس.

ستبقى حربنا برغم كل شيء، ومن يرى بعينيه وقلبه، يعرف جيدا أن أجندات هذا التنظيم انكشفت تماما، ونهاياته باتت قريبة.

الدايم الله…..

المقال يعبر عن رأس الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حقيقتان من درس الفحيص والسلط حقيقتان من درس الفحيص والسلط



GMT 04:55 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

السباق على استعمار القمر

GMT 04:46 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

نتانياهو متهم والولايات المتحدة تؤيده

GMT 04:40 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

فى حياته.. ومماته!

GMT 13:45 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

الإعلام والدولة.. الصحافة الورقية تعاني فهل مِن منقذ؟!

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 17:58 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 14:01 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج السرطان الخميس 29-10-2020

GMT 19:23 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

أجواء إيجابية لطرح مشاريع تطوير قدراتك العملية

GMT 07:13 2019 الأحد ,02 حزيران / يونيو

انطواء وعزلة

GMT 06:32 2018 الجمعة ,11 أيار / مايو

الكتابة تحت حد السيف

GMT 13:43 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يعد من أصعب الأشهر مهنياً

GMT 15:32 2017 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

إيبيريا ترتعد من الأسود
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia