هل صحيح أن الأردن قبل 30 عاما كان أجمل
أخر الأخبار

هل صحيح أن الأردن قبل 30 عاما كان أجمل؟!

هل صحيح أن الأردن قبل 30 عاما كان أجمل؟!

 تونس اليوم -

هل صحيح أن الأردن قبل 30 عاما كان أجمل

بقلم : أسامة الرنتيسي

تدفعك الأجواء العامة، إلى تحسّس الضيق في صدور الأردنيين، وعلامات الغضب على وجوه الأصدقاء الى الهروب إلى أقبية السؤال، وماذا بعد؟

 تستمع الى كثير من الأصدقاء يفكرون بالهجرة الى بلاد الغربة فتقشعر خوفا على أبنائك وعلى أيامك المقبلة، وتخفف الضغط على أعصابك بالتعلل بالقول “ساق الله أيام الزمن الجميل”.

المحبَطون، وهم كثيرون، يرددون: ‘الأردن قبل 30 عاما كان أجمل، والمجتمع آمنًا وأكثر رخاءً، وحياة الناس كانت أكثر دفئا وحميمية، والبلاد في حالة تطور، والناس يحبون بعضهم..’. ولكن.. هل المشكلة في ‘الزمن الجميل’ الذي ولّى بغير رجعة، أم فينا نحن؟ من الذي يريد أن يمسك قرن الزمن ليعيده إلى الخلف وصولًا إلى الفردوس المفقود؟

حين تتردد في أيامنا عبارة الزمن الجميل، فالمقصود بها هو الماضي الذي تسرّب منّا، ولم يبق منه سوى الذكريات والأطلال، فهل كان الماضي بالفعل جميلًا، ولم يكن فيه كل هذا الشقاء، وخاليًا من الفقر والمرض والجهل؟ أم أنه امتاز بهذه القيمة لأنه مضى ولن يعود؟

الماضي مهما كان جميلًا فقد كان أشدّ قسوة على الإنسان من الحاضر، ومتوسط أعمار البشر بلغ ثلاثين عامًا فقط في بعض الأزمنة، إذ كان بمقدور فأر مريض أن يتسبب في وباء يدمر حضارة.

لاحظوا كيف يواجه العالم اليوم الأوبئة. ففيروس إنفلونزا الخنازير، على سبيل المثال، لو جاء في زمن آخر غير زماننا لفتك بشعوب الأرض مثلما كان يفعل الطاعون، لكن التقدم العلمي والإنساني هذه الأيام قادر على محاصرة  الأوبئة كلها، ويقود المجتمعات إلى التقدم والرقي.

حتى ذائقتنا الفنية اختلفت. صحيح أن بعضنا يحن إلى الماضي لتجديد شبابه، فيهرب إلى أمسيات غنائية كانت تبدعها سيدة الغناء العربي أم كلثوم، لكنه هروب إلى المجال الزمني الذي تبددت فيه أيامنا وأعمارنا، ذلك الذي أخذ معه آلامنا وكل ما ناءت به أرواحنا وأكتافنا، ولم يبق منه غير أرواح أصابها الجفاف.

في الزمن الماضي، كانت أم كلثوم تغني لنخبة وعِلية القوم، بحضور مشترك للزوج وزوجته، للحبيب وعشيقته، لم تكن قضية ‘التعليم المشترك’ أو ‘الاختلاط’ أولوية تعليمنا، ولم تكن قضية ارتداء الحجاب والنقاب ساحة صراع مشايخنا، كان الحضور النسائي كله بلا حجاب، فهل كانوا غير مسلمين؟ أم أن الزمن أوجد فينا من يريد أن يجرنا إلى جنّته بالسلاسل، مدعيا أنها بلا موسيقى؟

إن الجميل ليس الزمن الذي مضى ولن يعود، بل أوهام ذاك الزمن التي يغذّيها راهن بالغ القسوة والقيد، وعقليات تريد أن نعيش اليوم بأجندة عمرها تجاوز ألف عام.

دعونا لا نظلم الحاضر، ولنحاسبه بقدر ما نقدّم له، لا ما نجلده به يوميا، ففي الماضي كان هناك فقر وجوع وظلم ومرض، والآن هناك جهاز صغير ‘لابتوب’ يُحضر إليك العالم بين يديك.. فأيهما أجمل إذًا؟.

المشكلة فينا، وفي منظومة الأخلاق التي أصابها العطب، حتى وصل الخراب الى معظم ما كان يستند إليه الإنسان، ليجد فيه الحماية.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل صحيح أن الأردن قبل 30 عاما كان أجمل هل صحيح أن الأردن قبل 30 عاما كان أجمل



GMT 12:13 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

ماذا سيفعل العراقيون بعد اقتحام السفارة؟

GMT 12:10 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

أردوغان يعاني في بلاده

GMT 11:56 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

دبلوماسيّون: حراك مكثف على ساحة متأرجحة!

GMT 11:38 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

الباجي وخطيئتا بورقيبة وبن علي

GMT 11:29 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

الإمارات ملتقى الأمم

GMT 13:45 2019 الخميس ,28 آذار/ مارس

بريشه : هاني مظهر

GMT 18:37 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 13:42 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحمل الخميس 29 -10-2020

GMT 21:53 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا ضمن أفضل 200 مؤسسة أكاديمية

GMT 12:24 2021 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

فتح باب الترشح لـ "جائزة كتارا للرواية العربية 2021"

GMT 09:40 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرفي على طُرق تنسيق "الشورت" الجلد لموضة شتاء 2021

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 10:24 2020 الإثنين ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

فندق "فيلا كينيدي" قصة تاريخية أصيلة وموقع خلاب تعرف عليه

GMT 11:05 2018 الخميس ,09 آب / أغسطس

التضخم …آفة مهلكة

GMT 21:00 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

إصدار جديد للروائية أحلام مستغانمي في "الشارقة الدولي للكتاب"
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia