رؤية مواطن «2030» الوظيفة

رؤية مواطن «2030».. الوظيفة

رؤية مواطن «2030».. الوظيفة

 تونس اليوم -

رؤية مواطن «2030» الوظيفة

بقلم : جمال خاشقجي

احترت في ما إذا كان ينبغي أن تسبق الوظيفة السكن! فمن دونها لا يتوافر الدخل الذي يمكن للمواطن أن يحصل به على السكن ولا التعليم الجيد أو العلاج المفترض وبقية ما في القائمة من مطالب.

ولكن من الممكن أن يتحصل المواطن على سكن قبل الوظيفة، وذلك من خلال مشاريع الإسكان الخيري المتعددة، التي تقوم بها جهات حكومية أو أفراد، ولكن هذا ليس بالحل الجيد لبناء اقتصاد إنتاجي، وإن كان مقبولاً أو حتى لازماً في مجتمع متراحم، ولكن يجب أن تسعى الدولة لعدم التوسع به، أو أن يكون على الأقل قاعدة تحفز من قنع به للخروج من دائرته الضيقة إلى دائرة الكسب الفسيحة.

والأفضل ربط السكن بالوظيفة دوماً، بمعنى تشجيع المواطن على أن يسعى للعمل؛ لكي يحصل على السكن والعلاج والتعليم والترفيه إلى آخر القائمة.

كما أن الوظيفة متداخلة مع التعليم والعلاج، فكلما ارتفع منسوب الاثنين، ارتفع معهما منسوب الدخل وجودة الوظيفة، ولكن قبل لوم المواطن على أنه عاطل أو لا يسعى لوظيفة أفضل، ولا يتمتع بالتدريب الكافي ولا التعليم المناسب (وكليهما من مسؤوليات الدولة توفيرهما وإصلاحهما)، فإن على الدولة أولاً: إصلاح بيئة العمل بتحرير السوق من سيطرة العمالة الوافدة، التي لم تعد تستأثر فيه بالوظائف، بل أصبحت تمتلك السوق واحتكرت الخبرة والمعرفة بمفاتيحها ومغاليقها. عندما تتحرر السوق سيقتحمها المواطن بعلة حاجته وحاجة المجتمع إلى عمله، وهو ما سيخفف على الدولة عبء الرعاية والضمان الاجتماعي، ولعل لهذا السبب تحولت وزارة الشؤون الاجتماعية إلى وزارة التنمية
الاجتماعية.

المواطن لا يهمه كيف تعالج الدولة هذا الخلل في السوق، كل الذي يهمه أن يحصل على وظيفة مناسبة، ومع زيادة تعداد السكان، وتحديداً الشباب منهم، واتساع رقعة التعليم بغض النظر عن جودته، فإن كل خريج جامعي يؤمن بأن له الحق في وظيفة، وسيغضب إن لم يحصل عليها، ولن يقتنع بقول قطاع الأعمال أنه غير كفء، أو الحكومة بقولها بمحدودية وظائفها، إنه يرى في تلك الشهادة رخصته أو «حقه» للحصول على وظيفة، لذلك لا بد من توليد وظائف جديدة باستمرار، ولكن معها تحسين جودة التعليم حتى تستعيد «الشهادة» هيبتها، والأهم من ذلك إحياء ثقافة العمل، التي قضي عليها استشراء حالة الإدمان على العمالة الأجنبية غير المؤهلة والمستعدة دوماً للقيام بأي أعمال وتحت أي ظرف ولا يهمها طول ساعات العمل، ولا بيئته ولا «جودة الحياة»، فهي «عابرة»، تسعى لجمع المال فقط، حتى تعود إلى وطنها وتستمتع بالحياة هناك.

هذه العمالة شوهت بيئة العمل للمواطن، وخلقت ظروفاً لا تناسبه، وما نزال مختلفين في ذلك، فحال الإدمان عليها جعلت قطاع الأعمال والموظفين يؤمنون بأن لا فكاك منهم، ولا سبيل للإنتاج وزيادته بدونهم، إنها أكبر تحدٍ يواجه خطة «التحول» و«الرؤية»، ولا يملك تغيير قواعد اللعبة وبيئة العمل غير الدولة باتخاذ قرارات صارمة وصادمة، فهي التي ترى الصورة الكلية لواقع السوق والاقتصاد، بينما لو تركت المسألة لقطاع الأعمال لاختاروا مصلحتهم التي يرونها، لا مصلحة المجموع.

الدولة وحدها التي ترى وتعرف إحصاءات تفاصيل المصلحة الكلية للوطن والشعب، في كل أشكالها الاقتصادية والأمنية والاجتماعية المعقدة والمتداخلة.
 
 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رؤية مواطن «2030» الوظيفة رؤية مواطن «2030» الوظيفة



GMT 21:27 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

ماذا يعني حضور محمد بن سلمان قمة العشرين؟

GMT 07:27 2018 السبت ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

من مفكرة الأسبوع

GMT 07:07 2018 الجمعة ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

التوقعات في أزمة «خاشقجي»

GMT 09:17 2018 الثلاثاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

مكاسب إيران في أزمة خاشقجي

GMT 08:08 2018 الإثنين ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تكاليف أزمة خاشقجي ومآلاتها

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 06:31 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

تنعم بأجواء ايجابية خلال الشهر

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 15:20 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 09:20 2016 الثلاثاء ,22 آذار/ مارس

فوائد صحية وجمالية لعشبة النيم

GMT 18:17 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

إنجي علي تؤكّد أن مصر تتميز بموقع فني عالمي رفيع

GMT 13:10 2013 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

الــ " IUCN"تدرج "الصلنج" على القائمة الحمراء

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia