دولة مختار جمعة
أخر الأخبار

دولة مختار جمعة

دولة مختار جمعة

 تونس اليوم -

دولة مختار جمعة

محمود مسلم

أعترف بأننى معجب، بل منبهر، بأداء د. محمد مختار جمعة ، وزير الأوقاف، منذ تشكيل الحكومة الأولى بعد ثورة 30 يونيو، ودائماً أعتبره نموذجاً يجب أن يحتذى به فى المواجهة الصادقة والإخلاص والرؤية، ولم أجد حتى الآن من يختلف معى حول ذلك. وقد تعرفت على الرجل شخصياً منذ شهرين تقريباً، فتأكدت وجهة نظرى: قدرة فائقة على اتخاذ القرار، حاسم، مجتهد، يسعى لنشر التنوير، شجاع فى تصحيح الأخطاء.

لقد خاض الرجل وحده حرباً ضد الأخونة فى الوزارة، خاصة أن سلفه قد أخونها بنسبة كبيرة، فالجماعة تعتبر « الأوقاف » هى الباب الخلفى لممارسة السياسة من خلال السيطرة على المساجد ليبثوا سمومهم. وامتلك الرجل الجرأة أن يعلن منذ أيام إنهاء ملف الأخونة داخل وزارة الأوقاف بين زملائه بالحكومة ما بين مرتعشين أو مغيبين عن هذا الأمر، يتذكرونه فقط عند الأزمة. ولدينا فى وزير الكهرباء نموذج، فالرجل تذكّر أخيراً خطورة الإخوان، وبدأ إقصاءهم عن مناصبهم القيادية، وآخرهم رئيس مركز التحكم، ولا أعرف كيف تم تركه حتى الآن فى هذا المنصب الخطير.

لم يكتفِ د. مختار جمعة بمواجهة الإخوان، بل دخل فى حرب شرسة ضد السلفيين من أجل استرداد المساجد التى سيطروا عليها، وإلا لضاعت الدولة مرة أخرى فى «حجر» فصيل الإسلام السياسى. دخل جمعة الحرب مسلحاً بالفكر الإسلامى المعتدل والقانون، ودافع عن الدولة المصرية، ولم يهتز أو يتراجع. وبنفس الروح دخل فى حرب أخرى ضد الجمعية الشرعية التى اعتبرها مع مثيلاتها أبواباً خلفية لعودة الإخوان. وقد وجدته فى مكتبه يتابع حالة كل مسجد على حدة، ويرفض التجاوز مهما كان مصدره. واستطاع السيطرة على مساجد الجمعية الشرعية وطالبهم بتطهير مجلس الإدارة من الإخوان، وعاملهم مرة بالحسم وأخرى بالحوار لإدخالهم ضمن اللحمة الوطنية، بينما وزيرة التضامن الاجتماعى، المسئولة عن هذه الجمعيات مباشرة، لم تلاحظ حتى الآن استخدام المقرات الإدارية الملحقة بالمساجد كمخازن للأسلحة كما حدث فى حلوان.

لا يكتف جمعة بأداء دوره كوزير للأوقاف، لكنه يحاول ممارسة واجبه الوطنى دفاعاً عن الدعوة الإسلامية، فالرجل ليس موظفاً ينتهى عمله الساعة الثانية، بل إنه يكتب البيانات مساءً لينشرها فى قضايا أخرى مثل ضرورة تطهير جامعة الأزهر من الأخونة قبل بدء العام الدراسى، وكأنه يدق ناقوس الخطر، أو بيانه حول أزمة برنامج الراقصة، والذى أكد فيه أن التسيب والانحلال الأخلاقى لا يقل خطورة عن التشدد والتطرف، فكلاهما ضد الدين الإسلامى، بينما تجد الحكومة المصرية وبعض زملائه فى حالة «كسوف» من قانون التظاهر لدرجة أن الأخبار انتشرت حول تعديله، مما منح الأمل لهواة التظاهر لنسج خيالات حول ضغوط أمريكية وغربية بينما الحكومة صامتة. وأخيراً، تذكر بعض الوزراء وقاموا بنفى الخبر.

نجاح د. مختار جمعة لا يعتمد فقط على الصرامة والحسم، بل على رؤية عالم، فالوزارة لديها برنامج طموح لتدريب الأئمة ليس فى مجالات الدعوة فقط بل فى قضايا المجتمع مثل البورصة والبيئة، وغيرها، بالإضافة إلى مخاطبة العالم بلغات مختلفة حول الدعوة الإسلامية وإعادة تنظيم هيئة الأوقاف، كما أن جمعة على عكس كثير من المسئولين يملك شجاعة الاعتراف بالخطأ وتصحيحه دون مكابرة أو تسلط.

قلت للرئيس السيسى فى أحد لقاءاته مع الإعلاميين والصحفيين أثناء حملته الانتخابية إن «المايعين» فى مصر أخطر عليها من الإخوان فى هذه المرحلة الحرجة، وإن الجهاز الإدارى به أزمات كثيرة، وأتمنى أن يكون كل موظف مصرى فى درجة وعى ونشاط وحسم د. مختار جمعة، وزير الأوقاف. وكل يوم يثبت هذا الوزير أن مصر ولّادة، وأن الكفاءات موجودة تحتاج إلى جهد فى البحث عنها وفرصة لإبرازها. ومرة أخرى أقول للرئيس السيسى: إنك تحتاج إلى استبعاد داء «الرخاوة» وغياب الرؤية من الحكومة، لأن مصر الآن فى أمسّ الحاجة لأن تكون دولة قوية ومستنيرة وواعية.. أى دولة مختار جمعة!!

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دولة مختار جمعة دولة مختار جمعة



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 18:37 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 17:54 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 15:59 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

تواجهك عراقيل لكن الحظ حليفك وتتخطاها بالصبر

GMT 14:08 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العذراء الخميس 29-10-2020

GMT 16:30 2019 الإثنين ,25 آذار/ مارس

مجالات جديدة وأرباح مادية تنتظرك

GMT 06:35 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك نجاحات مميزة خلال هذا الشهر

GMT 20:47 2020 الجمعة ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تتركز الأضواء على إنجازاتك ونوعية عطائك

GMT 23:13 2015 الأربعاء ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميسي سعيد بالتهديف مع "برشلونة" والنجاح مع الفريق

GMT 18:47 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الدلو الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 13:42 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحمل الخميس 29 -10-2020
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia