100يوم «سيسى» ما له وما عليه

100يوم «سيسى» ما له وما عليه

100يوم «سيسى» ما له وما عليه

 تونس اليوم -

100يوم «سيسى» ما له وما عليه

محمود مسلم

أقر وأعترف أن أداء المشير عبدالفتاح السيسى فى رئاسة الجمهورية على مدى 100 يوم يمثل نقلة نوعية للدولة المصرية بعد فترات من الترهل والفوضى، ورغم أن السيسى لم يعلن برنامجاً للـ100 يوم الأولى، لكنه أبهر مؤيديه فى بعض المجالات، فقد كنت من الجيل الأول الذى أعلن ضرورة ترشح السيسى لرئاسة الجمهورية بعد ثورة يونيو، أملاً فى حل مشكلات الفوضى الأمنية والإخوان ومواجهة المؤامرات الخارجية، لكن «السيسى» تفوق على نفسه وطرح مشروعات قومية عملاقة، بداية من ملحمة قناة السويس وهى مشروع اقتصادى شعبى أمنى فجّر المشاعر الوطنية لدى المصريين ووحّدهم، مروراً بمشروع العلمين على الساحل الغربى، وكذلك طفرة الطرق، فقد سافرت خلال الفترة الماضية إلى الغربية ومرسى مطروح والفيوم والإسماعيلية، وكلها تشهد إما إعادة رصف أو إنشاء «كبارى» أو توسعة، هذا بالإضافة إلى ما تشهده القاهرة من توسعات كبيرة و«كبارى» جديدة، كما راهن السيسى على توحيد الشعب المصرى واستثمار ذلك فى حل المشكلات المستعصية وهو ما تحقق بالفعل.. واهتم بالفقراء وتابع بدقة مشروع توزيع السلع المدعمة ورفع معاشات كبار السن، ومشروعات الإسكان للفقراء ومتوسطى الدخل، بالإضافة إلى فرض سيادة الدولة وهيبتها بعد إخلاء وسط البلد وتخصيص مكان آخر للباعة الجائلين واستمرار أجهزة الإدارة المحلية فى إزالة المخالفات، كما تحرك «السيسى» لحل مشاكل المعلمين، وفى الطريق مشاكل الفلاحين، واتسم حكمه بالشفافية والمصارحة، مثلما حدث فى أزمة الكهرباء وغيرها، كما أصدر الرئيس بجرأة قوانين مهمة، وشكّل لجنة للإصلاح التشريعى وبيت الزكاة وحساب «تحيا مصر»، وأعطى المثل والقدوة للمسئولين فى سرعة اتخاذ القرار والحسم «الحد الأقصى للأجور واستخدام الأمر المباشر فى بعض المشروعات»، وللمواطنين فى التضحية بتبرعه بنصف أملاكه ونصف مرتبه، كما أنعش الاقتصاد بقرارات جريئة أبرزها رفع الدعم.

أما على المستوى الخارجى، فكانت تحركات السيسى واعية ومتميزة، فاستطاع بناء ثقة مع الجزائر وإثيوبيا والسودان وبعض الدول الأفريقية، وفتح مسار تعاون مع روسيا، وأجبر أمريكا على الاستماع لرؤية مصر، واستطاع تشكيل حلف عربى جديد يضم السعودية والإمارات والبحرين والكويت.. وشعر المصريون معه بأن كرامة الدولة قد عادت، وأننا نتعامل بندية فى المجتمع الدولى، على مستوى التنوع المضمونى والقرارات، وعلى مستوى الشكل «اعتذار السيسى عن القمة الأمريكية - الأفريقية - تفتيش وزير الخارجية الأمريكى بالاتحادية - طرد بعض أمراء الأسرة الحاكمة القطرية» كما اجتاز السيسى «فخ غزة» بنجاح.

مما لا شك فيه أن «السيسى» جعل للدولة المصرية شكلاً، وأصبح لها عقل وجسد ومشاعر سواء فى الخارج أو الداخل، وهو ما جعل الطموح يزداد لحل بعض الإشكاليات التى تعوق التقدم، أو بمعنى أصح عدم استثمار فرص متاحة، قد لا تتكرر، فى تحقيق ما يصبو إليه المصريون، فما زال أداء الجهاز الإدارى مترهلاً وفاسداً، ولا توجد حتى الآن رؤية واضحة لتطويره، كما أن الأداء الحكومى بشكل عام لا يتواكب مع جهد الرئيس، بدليل تأخر قانون «تحيا مصر» ونظام بيت الزكاة وعدم إنجاز لجنة الإصلاح التشريعى أى شىء حتى الآن، واختفت أى رؤية للحكومة فى ملف الأخونة بالهيئات والوزارات الحكومية، كما أن الوضع الحالى يحتاج رؤية متكاملة لمواجهة الإرهاب فكرياً وثقافياً تتعاون فيها الوزارات المختلفة، كما أن بطء قرارات التغيير يمثل إحدى سمات المرحلة الماضية، بداية من تأخر حركة المحافظين بشكل مبالغ فيه، واستمرار بعض وزراء الحكومة الحالية، رغم فشلهم المتكرر، كما أن الرئيس يحتاج إلى بذل جهد أكبر فى اكتشاف الكوادر والمبدعين والاستفادة من طاقتهم وعدم الاستسلام لترديد البعض أن مصر دولة فقيرة، لأن الواقع يؤكد وجود أكفاء شرفاء وطنيين لكنهم يحتاجون من يبحث عنهم ويكتشفهم.

اجتاز السيسى اختبار الـ 100 يوم بنجاح كبير، شعر به مؤيدوه ومعارضوه، واستفز المتآمرين وأثبت جدارته بحكم دولة مصر.. وأثبت بما لا يدع مجالاً للشك أنه الرجل المناسب فى المكان المناسب.. فقد التف الشعب حوله ورعاه الله لأنه رئيس مخلص.. مهموم.. وطنى!! 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

100يوم «سيسى» ما له وما عليه 100يوم «سيسى» ما له وما عليه



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia