نقابة الإعلاميين  لمن

نقابة الإعلاميين .. لمن؟

نقابة الإعلاميين .. لمن؟

 تونس اليوم -

نقابة الإعلاميين  لمن

د. وحيد عبدالمجيد

كانت حلماً لكثير من الإعلاميين الذين لم تتسع لهم نقابة الصحفيين فصاروا محرومين من الحماية المهنية، ثم صارت

واقعاً أو كادت، إنها نقابة الإعلاميين التى يُعد إنشاؤها ثمرة من الثمرات القليلة الظاهرة حتى الآن لثورة 25 يناير، التى مازال الكثير من أشجارها ممنوعاً من الإثمار ومعظم زهورها محرومة من أن تتفتح.

غير أن السؤال الأول الذى ينبغى أن يثيره إنشاء نقابة الإعلاميين، ويعنى به القائمون على تأسيسها وفى مقدمتهم الإعلامى القدير حمدى الكنيسى، هو: لمن ستعمل هذه النقابة فعلياً فى ظل موازين القوى الاجتماعية والسياسية، والقدرات الهائلة التى يملكها أصحاب القنوات التليفزيونية والمحطات الإذاعية الخاصة. وكلهم من رجال المال الذين يملكون الثروة وما تجلبه من قوة ونفوذ، بخلاف حالة الإعلاميين الذين يعملون فى هذه القنوات.

كما أن الازدياد المستمر فى الإقبال على العمل الإعلامى لمن يمتلك مؤهلاته ومن لا يحوزها، ولمن لديه مقوماته ومن يفتقدها، يزيد الاختلال فى ميزان القوى لانه يجعل العرض أكثر من الطلب على العاملين، ولا يختلف الوضع من حيث جوهره فى القنوات والمحطات العامة، حيث تمثل السلطة المقابل الفعلى للمال فى المعادلة التى يبدو ميزان القوى فيها مختلاً فى غير مصلحة الإعلاميين فى كل الأحوال.

ومن هنا الصعوبات التى ستواجهها نقابة الإعلاميين التى يفترض أن تكون حماية أعضائها هى دورها الأول، وقد واجهت نقابة الصحفيين مثل هذه الصعوبات على مدى تاريخها، فاستطاعت التغلب عليها حيناً وعجزت عن ذلك حيناً آخر. وهى تعانى الآن معاناة شديدة فى سعيها إلى حماية حقوق الصحفيين فى بعض الصحف الخاصة التى يتحكم فيها مالكوها كما لو أنها جزء من أمتعتهم، ويُحمَّلون الصحفيين مسئولية فشل إدارتهم لهذه الصحف، ويتخلصون من أعداد متزايدة منهم، بل يستطيعون غلق الصحيفة وقتما يشاءون. وإذا كانت نقابة الصحفيين تمكنت من ضبط مسألة العضوية فيها، الا أنها لم تستطع وضع قواعد لمن يعملون بالمهنة دون أن يكونوا أعضاء فيها، لأن فكرة جدول المنتسبين ظلت ملتبسة، فالمتوقع أن تواجه نقابة الإعلاميين مشكلة اكبر فى التعامل مع مهنة تحولت إلى سوق تسوده الفوضى، وهناك علاقة وثيقة بين قوة أصحاب القنوات الخاصة وهذه الفوضى لأنهم يتحكمون فى العمل الإعلامى، بدءاً من العاملين فيه وليس انتهاءً بالانتهاكات غير المحدودة لما هو متعارف عليه بشأن قواعده وأخلاقياته.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نقابة الإعلاميين  لمن نقابة الإعلاميين  لمن



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 07:09 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia