ميـراث هيكل

ميـراث هيكل

ميـراث هيكل

 تونس اليوم -

ميـراث هيكل

د. وحيد عبدالمجيد

قليلة هى الإضافات التى قدمها العرب إلى عالم المعرفة الحديثة فى العقود الأخيرة. وأقل منها تلك التى يمكن أن تُعد مدارس فى مجالها. وكان الأستاذ هيكل صاحب إحدى هذه المدارس فى الصحافة الحديثة والتوثيق التاريخى والتحليل السياسى، أيا كان الاختلاف على اتجاهات هذه المدرسة وانحيازاتها.

وينبغى أن تبقى هذه المدرسة مفتوحة لأجيال متوالية تنهل منها. ولذلك يصبح واجبا علينا أن ننتقل من الحزن لفقده إلى العمل لتأصيل ميراثه هذا من خلال دراسات متعمقة تُناقش فى سلسلة من الندوات والمؤتمرات، وتصدر فى مجموعة كتب بأسلوب مُيسر للأجيال الجديدة ومنهجية جاذبة لهم.

وهذه مهمة وطنية، بل عروبية عامة، لأن الكثير من العرب غير المصريين الذين اقتربوا من الأستاذ أو أحبوه يمكن أن يسهموا فيها. كما أن الكثير من أبناء الأجيال الجديدة فى حاجة إلى معرفة ما أضافته مدرسة هيكل إلى المعرفة فى الصحافة والتاريخ والسياسة.

ويشمل ذلك دوره فى تطوير الصحافة العربية، ونقلها إلى العصر الحديث، ومنهجه فى العمل الصحفى وفى إدارة هذا العمل، ورؤيته التى طرحها فى سنواته الأخيرة لمستقبل الصحافة فى عصر «الإعلام الجديد» الذى يتيح لكل إنسان أن يقوم بدور الصحفى.

كما يشمل ذلك إضاءات على كتبه التى وثَّق فيها أهم تطورات عصره، وأعاد كتابة التاريخ السابق على هذا العصر وفق رؤيته. والمهم فى هذا المجال هو منهجه فى التوثيق، وليس رأيه أو تحليله لأنه موضع خلاف بطبيعة الحال. ومثلما قدم تحليلات مضيئة، كان بعض ما اجتهد فيه بعيدا عن الصواب.

وهذا أمر طبيعى لأن أحدا لا يملك حكمة مطلقة. وقد اختلفتُ معه فى بعض مواقفه وتحليلاته دون أن يؤثر ذلك فى علاقة تعلمتُ منها الكثير. فهذا الخلاف فى الرأى جائز فى كل الأحوال، ولكن الاختلاف على أهمية مدرسة هيكل ليس ممكنا، سواء فى الكتابة الصحفية أو فى كتابة الكتاب. وهو صاحب تجربة نادرة فى كتابة الكتاب نفسه باللغتين العربية والإنجليزية، أى لقارئين مختلفين فى كل شىء وليس فقط فى اللغة التى يقرأ كل منهما بها. وكان هذا موضوع كتاب أصدرته عام 2003، وشرحتُ فيه فلسفته فى الكتابة بلغتين، مع ملاحظات نقدية استقبلها حينئذ بترحيب. وليس هذا إلا قليلا من كثير مما ينبغى تأصيله وإعادة تقديمه إلى الأجيال الجديدة. وكثير هم من يستطيعون المساهمة فى هذه المهمة الكبرى.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ميـراث هيكل ميـراث هيكل



GMT 09:34 2021 الجمعة ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الخديو المبذر

GMT 16:26 2021 السبت ,25 أيلول / سبتمبر

الجميلة و «الحمارة الكبرى»

GMT 13:04 2021 الجمعة ,10 أيلول / سبتمبر

ثلاث مصريات من لبنان: البحر من ورائها

GMT 14:39 2021 الجمعة ,09 إبريل / نيسان

تَغيير الحَمَل... كل يوم

GMT 14:28 2021 الخميس ,08 إبريل / نيسان

ابنة الزمّار وحسناء الزمان

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 07:09 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia