ليس حقاً حصرياً

ليس حقاً حصرياً

ليس حقاً حصرياً

 تونس اليوم -

ليس حقاً حصرياً

د. وحيد عبدالمجيد

حيثيات حكم محكمة القضاء الإدارى بشأن حظر موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» أهم من هذا الحكم نفسه رغم أهميته البالغة. قضت المحكمة فى حكم تاريخى جديد لمجلس الدولة قبل أيام برفض دعوى حظر هذا الموقع داخل مصر. واستند الحكم إلى سبب إجرائى هو أن الدعوى لا تطعن فى قرار إدارى يدخل فى نطاق ولاية المحكمة، وأن امتناع الحكومة عن حجب هذا الموقع لا يشكل قراراً إدارياً سلبياً بالمعنى الذى ينص عليه قانون مجلس الدولة.

لكن هيئة المحكمة الموقرة لم تكتف بالحكم برفض الدعوى، بل قدمت درساً بليغاً جديداً لكل من لا يعرف معنى الدولة فى العصر الحديث، وهم كثر فى مصر يتحدثون طوال الوقت عن هذه الدولة وهم لا يعرفون ماهيتها، ويزعمون أنهم يدافعون عنها وهم يزعزعون أركانها مثلما تفعل الدبة فى «الدفاع» عن صاحبها.

وفى مقدمة الدروس التى تنظمها حيثيات هذا الحكم أنه ليس لأحد أن يدعى الحق الحصرى فى صيانة أمن المجتمع، وأن المحافظة على هذا الأمن تتحقق من خلال التواصل والتشاور والتحاور.

وربطت هيئة المحكمة سلامة الأمن بتعبير السلطة الحاكمة تعبيراً صادقاً عن آمال الشعب وطموحاته، وفقاً للعقد الاجتماعى الذى يقوم النظام السياسى على دعائمه، ومن خلال احترام حقوق المواطنين وحرياتهم.

ومن الدروس التى تشتد حاجتنا إلى استيعابها فى الوقت الراهن أيضاً التمييز بين الكيان والشخص. فقد أوضحت هيئة المحكمة أن موقع «فيس بوك» وغيره لا يؤثر بذاته على مقتضيات الأمن والنظام العام، وأن إساءة استخدامه من جانب بعض الأشخاص توجب محاسبتهم دون غيرهم.

وأبعد من ذلك، شرحت حيثيات الحكم كيف أن سلامة الأمن لا تتحقق بتقطيع أوصال المجتمع، وفصله عن بعضه البعض، وعزل مواطنيه فى جزر متباعدة، بل بتدعيم التواصل والحوار بينهم.

ويستدعى ذلك، وفق حيثيات الحكم أيضاً، توفير بيئة تضمن تبادل المعلومات والمعارف بشتى صورها وأنواعها، دون حجب أو منع أو قطع لوسائل الاتصال المؤدية لذلك، ومن بينها مواقع التواصل الاجتماعى.

فياله من حكم جاء فى وقته حاملاً بعض أهم ما صرنا عنه غافلين، ومنبهاً إلى بعض أهم ما قد تجعلنا غفلتنا عنه من الخاسرين.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليس حقاً حصرياً ليس حقاً حصرياً



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia