دلالات انتخابات الأطباء

دلالات انتخابات الأطباء

دلالات انتخابات الأطباء

 تونس اليوم -

دلالات انتخابات الأطباء

د. وحيد عبدالمجيد

مشاركة هزيلة، وليست فقط ضعيفة، فى انتخابات نقابة الأطباء فى جميع المحافظات يوم الجمعة الماضي. 6% فقط ممن لهم حق الاقتراع أدلوا بأصواتهم، وفق ما أعلنته اللجنة المشرفة على هذه الانتخابات.

فهل رأت السلطة القائمة هذا المشهد، وهل اهتم أحد فيها بدلالاته، وهل فكر من يعتقدون أن ضرورات الأمن تفرض تضييق المجال العام وتقييد الحريات فى إمكانية أن يكون هذا المشهد المؤلم نتيجة لمنهجهم الذى بات فى أمس الحاجة إلى مراجعة جادة، وهل ربط أى ممن يرون أن أنه «لا صوت يعلو فوق صوت المعركة» ضد الإرهاب و«الإخوان» أن هذا الموقف السلبى تجاه الحرية يعنى انصراف المجتمع عن المشاركة فى أى عمل عام، وهل استطاع بعضهم أن يخرج من «الصندوق المغلق» الذى يفكرون فيه ليلاحظ أن هذا الانصراف لا يتجزأ، وأن من يعزفون عن الانتخابات إنما يبتعدون فى الوقت نفسه عن المشاركة فى مواجهة الإرهاب؟

ليس هذا إلا غيضاً من فيض أسئلة يستدعيها المشهد المؤلم الذى تابعناه يوم الجمعة الماضى فى نقابة الأطباء العامة والنقابات الفرعية كافة.

وإذا لم يكن من خلقوا الأجواء التى أدت إلى هذا العزوف، الذى سنرى مثله فى انتخابات مجلس النواب بعد أيام، فهل سمعوا تعليق رئيس لجنة انتخابات نقابة الأطباء د. رشوان شعبان عليه عندما قال إن ضعف المشاركة فى الانتخابات يرجع إلى حالة الإحباط العامة التى يعيشها المجتمع، والأطباء جزء منه.

وهل وجدوا فى هذا التعليق، إذا كانوا قد سمعوه، ما يدعو إلى القلق لأن المجتمع المحبط ليس قادراً على أى فعل إيجابى بوجه عام، وليس فى الانتخابات فقط، وهل لاحظوا مدى تناقض واقع هذا الإحباط مع الخطب والأغانى والأناشيد الحماسية التى قد يظن من يسمعها فى الخارج أن مصر تتدفق حيوية ونشاطا، وأن الناس فيها يتسابقون للمشاركة فى بنائها وتقدمها متفائلين مستبشرين، وهل توقعوا بناء على ذلك أن تكون نسبة المشاركة فى انتخابات مجلس النواب أدنى بكثير مما قد يتصورونه، وربما من معظم الانتخابات السابقة؟

والحال إنه إذا كان الارهاب خطرا كبيرا, فالأجواء المرتبطة بتضييق المجال العام لا تقل خطرا لأنها تؤدى الى ازدياد العزوف عن العمل العام وتفريغ المجتمع من الطاقة التى تشتد الحاجة اليها الآن أكثر من أى وقت مضي.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دلالات انتخابات الأطباء دلالات انتخابات الأطباء



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 07:09 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia