حول صراعات «الإخوان»

حول صراعات «الإخوان»

حول صراعات «الإخوان»

 تونس اليوم -

حول صراعات «الإخوان»

د. وحيد عبدالمجيد

فتح خروج بعض صراعات جماعة «الإخوان» إلى العلن شهية الكثير من وسائل الإعلام لنشر تقارير يبدو معظمها معتمداً على مصدر

واحد للمعلومات. غير أن ما يجرى تداوله حتى الآن لا يكفى لتكوين صورة واضحة عن حجم هذه الصراعات, ولا يتيح استسهال القفز إلى أنها تتفكك وتقترب من نهايتها. ولذلك ربما يكون مفيداً أن تعود إلى حالات سابقة اشتعلت فيها صراعات داخل جماعة «الإخوان» بسبب خلافات على كيفية إدارة أزمات كبرى مرت بها.وتفيد العودة إلى التاريخ هنا فى التنبيه إلى أمرين يجدر وضعهما فى الحسبان عند تحليل ما يحدث فى جماعة «الإخوان» الآن. أول هذين الأمرين هو أن الصراع يحتدم فى داخل هذه الجماعة كلما تعرضت لضربات أمنية مؤثرة، كما حدث خلال الأزمة التى بدأت بحلها فى ديسمبر 1948، وعلى مدى السنوات التى اصطدمت فيها بسلطة ثورة 1952.

ووصل الأمر فى بعض اللحظات إلى حد العراك داخل السجن عشية عدوان 1956 على مصر، عندما وجد بعض قادتها أن بوادر هذا العدوان تتيح فرصة للاتصال بالسلطة والسعى إلى التصالح تحت شعار «توحيد الصف».

ويروى على عشماوى، الذى يعتبره البعض آخر قادة النظام الخاص للجماعة فى مذكراته المنشورة فى «دار الهلال» عام 1993 أن (صداماً شديداً حدث بين «الإخوان» فى الواحات، وبينهم عدد من القادة وأعضاء مكتب الإرشاد، بسبب رغبة بعضهم فى الاتصال بالحكومة ومحاولة تصفية الخلاف بينما رفض بعضهم الآخر..).

ويصل فى روايته إلى أن (مناقشات جدلية دارت بينهم أدت فى النهاية إلى معركة جُرح فيها عدد كبير من الإخوان ..)، وأن هذا الصدام انتقل إلى باقى السجون حيث (كان اضطهاد من اتُهموا بتأييد الحكومة شديداً) على حد تعبيره.

أما الأمر الثانى الذى يساعد فى فهم لماذا لم يؤد مثل هذا الصدام إلى تفكك الجماعة، فهو أن الصراعات تحدث بين مجموعات تظل محدودة مهما زاد عددها، فى الوقت الذى يلجأ الجسم الأساسى فى التنظيم إلى الكمون، أو تقديم مساعدات للناشطين عن بُعد أو بأشكال غير مباشرة. ويظل الجميع، باستثناءات قليلة، على «بيعتهم» للمرشد العام الذى كان يلتزم الصمت فى بعض الحالات أو ينحاز برفق إلى أحد أطراف الصراع كما فعل حسن الهضيبى عندما وضع اسمه على كتاب «دعاة لا قضاة» فى منتصف الستينيات.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حول صراعات «الإخوان» حول صراعات «الإخوان»



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia