الشهيد المصرى

الشهيد المصرى

الشهيد المصرى

 تونس اليوم -

الشهيد المصرى

د. وحيد عبدالمجيد

ليت من فقدوا الذاكرة أو الوعى، وأيدوا العدوان الصهيونى على الشعب الفلسطينى أو تعاطفوا معه من باب العداء لحركة حماس، يدركون مغزى التنافس الملىء بالدلالات بين أسرتين مصريتين صميمتين تقول كل منهما إن رفات الشهيد البطل التى عُثر عليها خلال أعمال الحفر فى قناة السويس تخص ابنها.

فيا له من تنافس بالغ الدلالة على مصر الحقيقية: مصر الوطنية التى تفخر بشهدائها. ويبلغ هذا الفخر أعلى مبلغ له فى حالة الشهداء الذين يخوضون أعظم معارك الوطن وحروبه وفى مواجهة أشد أعدائه وأعتاهم. فرغم أن شهداء الوطن درجة واحدة لهم كلهم المكان نفسه فى عقل مصر وقلبها، فالمعارك درجات والأعداء أيضا.

وهذا هو مغزى تنافس عائلتين احداهما فى الشرقية والثانية فى الدقهلية على رفات شهيد بذل روحه من أجل الوطن فى إحدى أعظم معاركه وفى مواجهة أشد أعدائه وأخطرهم وأكثرهم تربصاً به حتى إذا بدا على السطح غير ذلك، ومهما تكن هناك أخطار آخرى. فالصهيونية هى العدو الاستراتيجى ومصدر التهديد الرئيسى أمس وغداً، رغم أن بعضنا يأخذون بظواهر الأمور الراهنة ولا ينظرون إلى أبعد من موضع أقدامهم ولا يلمون بتاريخ مجيد حافل بعشرات آلاف قصص الشهداء الأبرار الذين ستظل مصر بفضل تضحياتهم هى العقبة الرئيسية أمام المشروع الصهيونى.

ولأنهم لا يلمون بهذا كله، فهم لا يعرفون بالتالى قاعدة أساسية من قواعد الأمن القومى المصرى وهى أنه إذا ارتاحت إسرائيل فى فلسطين اشتد خطرها على مصر وتنامى تهديدها لأمتنا كلها. وانطلاقاً من هذه القاعدة الاستراتيجية، أسهمت مصر فى بناء المقاومة الفلسطينية وشارك أبطال من قواتنا المسلحة ومخابراتنا فى دعمها.

ولذلك لم يكن أحد يتخيل أن يأتى وقت نضطر فيه إلى التذكير ببديهيات ومحاولة إفاقة بعضنا من غيبوبة أصابتهم نتيجة عدائهم المفرط لجماعة الإخوان. لذلك، أيضا، أقول لعائلة عطوة الكريمة فى الدقهلية التى اعتقدت أن الشهيد محمد أحمد حسن عطوة هو ابنها الذى فُقد خلال حرب 1973 المجيدة إنه ابن المصريين جميعهم، وإن لكم - ولنا كلنا  فيه مثل ما لعائلة عطوة الشرقاوية 0فالشهيد مصرى نفخر به جميعاً.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشهيد المصرى الشهيد المصرى



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:47 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الدلو الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:38 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج القوس الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:13 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العقرب الخميس 29 -10 -2020

GMT 14:08 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العذراء الخميس 29-10-2020

GMT 15:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 18:18 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الأسد الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 16:31 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

فرص جيدة واحتفالات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 18:23 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia