الزعيم والتنظيم

الزعيم والتنظيم!

الزعيم والتنظيم!

 تونس اليوم -

الزعيم والتنظيم

د. وحيد عبدالمجيد

فى غياب استراتيجية لمحاربة الإرهاب، يكون قتل أكبر عدد ممكن من الإرهابيين أو اعتقالهم هو غاية العمليات الأمنية والعسكرية التى تحدث تحت لافتة «الحرب على الإرهاب». أما أسمى الأمانى فى هذه الحالة فهو قتل زعيم التنظيم الإرهابى أو قادته حين لا يكون هناك زعيم واحد.


ولا يخفى أن هذا هو ما يحدث فى ظل الحرب الثانية التى أعلنتها الولايات المتحدة على الإرهاب، ويتركز مسرح عملياتها فى غرب العراق وشرق سوريا، كما فى الحروب التى تشنها السلطات فى بعض بلاد المنطقة على هذا الإرهاب فى داخلها.

ولذلك ينقل الإعلام كل يوم أنباء عن مقتل هذا العدد أو ذاك من أعضاء تنظيمات إرهابية عدة.وتحظى الأنباء التى تتضمن مقتل قادة أو عناصر قيادية فى هذه التنظيمات بأهمية خاصة قد تبدو منطقية للوهلة الأولى. فالزعيم مهم فى أى تنظيم. ولكن أهميته تزداد فى هذا النوع من التنظيمات حين تكون المواجهة ضدها شاملة. أما حين تنحصر هذه المواجهة فى اصطياد أعضائها، مع استمرار البيئة التى تنتجها كما هى، يصبح التنظيم قادراً على تعويض من يفقدهم سواء قادة أو أعضاء. فالبيئة التى تنتج الإرهاب تفرز فى الوقت نفسه قادة جدداً.

كما أن هيكلة هذه التنظيمات تتيح لها تصعيد بدائل لمن يتعرضون للقتل أو الاعتقال0 ولذلكلا يُحدث قتل الزعيم أثراً ملموساً إلا حين يؤدى إلى زعزعة التنظيم أو يُضعف قدرته على الارتباط بالبيئة المجتمعية التى يعتمد على وجوده فيها. وينطبق ذلك على زعيم «داعش» أبو بكر البغدادى أو «الخليفة إبراهيم» الذى لم يكن هو نفسه معروفاً قبل عشر سنوات.

وليس متصوراً، والحال هكذاً، أن يحدث قتله فى غارة من الغارات الجوية اليومية على معاقل للتنظيم فى العراق أثراً يُذكر. فهناك قيادة ذات طابع جماعى تضم مجلساً للحرب يتكون من ثلاثة قياديين، ووزراء يدير كل منهم قطاعاً مثل المالية والنفط والإعلام والأمن والتجنيد.

وربما يكون لقتل «الخليفة» ولذلك لا يحدث أثر معنوى مؤقت، أو حتى عابر، يسهل تجاوزه فى تنظيم يتعامل مع الموت باعتباره طقساً يومياً سهلاً ومعتاداً، ويملك فيما يبدو عدداً كبيراً من القادة على مستويات مختلفة. وهذا هو ما ينبغى أن ننتبه إليه فى مواجهة ستمتد زمنياً وتتوسع جغرافياً لكى تكون على بينة مما نحن مقدمون عليه.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الزعيم والتنظيم الزعيم والتنظيم



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia