الجهل بمعنى الثورة

الجهل بمعنى الثورة

الجهل بمعنى الثورة

 تونس اليوم -

الجهل بمعنى الثورة

د. وحيد عبدالمجيد

لا توجد مصانع لإنتاج الثورات الشعبية. ولا تُباع الثورة في السوق العالمية لكي يشتريها من يرغب. وهي ليست سلعة قابلة للتصدير، ولا «تعويذة» يمكن لأحد أن يعلمها لغيره. كما أنها ليست فعلا إراديا يمكن أن يدعو إليه شخص أو أشخاص، أو يسعوا إلي تحقيقه. ولذلك فإذا دعا أحد إلي ثورة في يوم معين، فهو إما فاقد العقل أو الوعي أو كليهما. وإذا أخذ أحد مثل هذه «الدعوة» مأخذ الجد، فهو إما راغب في خلق حالة غير طبيعية، أو متلهف لفرض إجراءات غير عادية.

ولا صلة لكل ذلك بمعني الثورة الشعبية ودلالتها. فالثورة الشعبية، التي تعد ثورة 25 يناير أحد أبرز تجلياتها في التاريخ الحديث، تحدث في وقت غير معلوم حتي إذا كانت دوافعها متوافرة في الواقع.

تبدأ مقدمات الثورة عادة عندما يتبدد الأمل بشكل نهائي في تحقيق إصلاح تشتد الحاجة إليه، ويثبت بشكل قاطع أن جمودا تاما أصاب نظام حكم يصرعلي انكار واقع يفصح بأن هذا الإصلاح صار واجبا.

وهذا هو ما حدث في مصر خلال السنوات التي سبقت ثورة 25 يناير، وتحديدا منذ أن دقت حركة «كفاية» جرس الإنذار المدوي الأول في نهاية عام 2004. فعلي مدي هذه الفترة، بُذلت جهود مضنية من أجل أن يري نظام مبارك الواقع الذي ظل ينكره في الوقت الذي كانت أزمته تتفاقم.

واصل دعاة الإصلاح جهودهم رغم الإحباط الهائل الذي نتج عن تعديل المادة 76 في دستور 1971 عام 2005. غير أن التعديلات الدستورية الأوسع نطاقا التي تم إقرارها عام 2007 أظهرت أن باب الإصلاح قد أُغلق بشكل نهائي.

ورغم أن الاحتجاجات الاجتماعية المتزايدة أكدت أن الإصلاح بات ملحا، فقد ظل نظام مبارك يتعامل مع الواقع بطريقة «خليهم يتسلوا». وظن أتباعه أن تسميته تلك الاحتجاجات «فئوية» يكفي لتفريغها من مضمونها الاجتماعي.

كانت الأوضاع تتدهور يوماً بعد يوم. ومع ذلك أصر مبارك علي أن انتخابات 2010 حرة ونزيهة، حتي بعد أن صارحه مدير المخابرات الأسبق المرحوم اللواء عمر سليمان بأن الأمر غير ذلك.

غير أن أحدا لم يتوقع رغم هذا كله أن تتحول تظاهرة دُعي إلي مثلها عشرات المرات منذ يناير 2005 إلي أحد أكثر الثورات الشعبية إبداعا في تاريخ العالم.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجهل بمعنى الثورة الجهل بمعنى الثورة



GMT 06:44 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

احتجاجات إيران

GMT 06:21 2016 الجمعة ,15 تموز / يوليو

تركيا أخر محطات "الإخوان"1-2

GMT 12:47 2016 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

من المسؤول عن الثورة؟

GMT 06:10 2016 الأحد ,24 كانون الثاني / يناير

تاريخ القضاء الاستثنائي بمصر (2 - 2)

GMT 14:29 2016 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

سيلفي مع الثورة

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 07:09 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia