إنســـانة عظيمـــة تتلاشـــى

إنســـانة عظيمـــة تتلاشـــى

إنســـانة عظيمـــة تتلاشـــى

 تونس اليوم -

إنســـانة عظيمـــة تتلاشـــى

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

كتبتُ أكثر من مرة عن الفنانة العظيمة أنجلينا جولى التى لم تتوقف عن إبهار العالم بمواقفها التى تفيض بالإنسانية ويتدفق عبرها شعور جارف يندر مثله فى هذا العصر بالمسئولية تجاه البشر البؤساء المعذبين فى أرجاء الأرض. غير أنه ليس فى إمكان أحد أن يعبر عن مدى عمق هذا النموذج الإنسانى النبيل الذى تمثله أنجلينا جولى. لم تعقها التزاماتها الفنية عن أداء واجب إنسانى متجذر فى أعماقها.

وهى ليست ممن يدعمون المعذبين فى الأرض بالكلام وإصدار البيانات لمواساتهم عن بُعد. لم تترك محنة كبرى يتعرض لها الناس إلا وكانت معهم فيها تشد أزرهم وترفع روحهم المعنوية، وتقدم لهم العون المالى فى الوقت نفسه.

ولذلك لا نجد اليوم كلمات لمؤازرتها فى محنة مرضها الذى اشتد عليها، دون أن يمنعها من مواصلة دورها الإنسانى. لفت الانتباه خلال آخر محطات هذا الدور، عندما زارت مخيمات اللاجئين السوريين فى لبنان الشهر الماضى، أنها فقدت الكثير من وزن جسمها. لم يظهر مدى هزال جسدها فى الصور التى التُقطت خلال تلك الزيارة، لأنها كانت محاطة دائماً بأعداد كبيرة من اللاجئين.

غير أن الصور التى نقلتها الكاميرات بعد ذلك أظهرت أنها لم تعد نحيلة جداً فقط، بل يبدو كما لو أن جسدها يضمحل بل ربما يجوز القول إنه يتلاشى. تفيد تقارير حديثة أن وزنها انخفض إلى نحو 35 كيلوجراماً. لم تُنشر بعد تقارير طبية عن المدى الذى وصل إليه تمكن المرض الخبيث من جسدها.

يعرف كثيرون أنها كانت قد تحدت هذا المرض قبل ثلاث سنوات، وقامت باستئصال ثدييها ثم رحمها، ووجهت رسالة إلى كل من يعانون منه بأن عليهم مقاومته وعدم الاستسلام له. وقد أخذت هى زمام المبادرة فى هذا المجال، وواصلت نشاطاتها بما فيها العمل الإنسانى، وصولا الى مؤازرة اللاجئين المعذبين الذين لم يفكر فنان عربى فى مواساتهم، فى الوقت الذى تحتاج هى إلى من يؤازرها.

ولا نملك إلا أن ندعو لها فى محنتها هذه، وأن ندعو المُصوَّرين الصحفيين الذين يتنافسون فى إظهار كيف يتحول جسدها إلى حطام أن يتحلوا بشئ من الأخلاق المهنية، ويفهموا أن سيذكر التاريخ كيف أن فى هذا الجسد المتلاشى قلباَ ليس كمثله قلب فى عالم الخواء الإنسانى الذى نعيش فيه.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إنســـانة عظيمـــة تتلاشـــى إنســـانة عظيمـــة تتلاشـــى



GMT 08:45 2019 الخميس ,30 أيار / مايو

موقعة إنجليزية فى مدريد

GMT 07:24 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

أطفال تُعساء زى الفل!

GMT 08:29 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

أبعاد أزمة هواوى

GMT 07:38 2019 الأحد ,26 أيار / مايو

فضيلة تفهم الدوافع

GMT 07:57 2019 الخميس ,23 أيار / مايو

ظاهرة «الفاجومى» علميا

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 07:09 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia