أحمد سيف الإسلام

أحمد سيف الإسلام

أحمد سيف الإسلام

 تونس اليوم -

أحمد سيف الإسلام

د. وحيد عبدالمجيد

يرقد الآن فى المستشفى، وهو الذى لم يتوقف عن الحركة من أجل العدل و الحرية والكرامة. احتوته غرفة العناية المركزة، وهو الذى اعتنى بمستقبل مصر وشعبها أكثر من عنايته بنفسه وأسرته. توقف قلبه بضع دقائق وهو القلب الذى احتضن آلام المصريين وآمالهم على مدى أكثر من أربعة عقود.

إنه المناضل أحمد سيف الإسلام المحامى الذى نذر نفسه للدفاع عن حقوق المصريين الاقتصادية والاجتماعية كما عن حرياتهم السياسية والمدنية، كما لم يفعل أحد منذ رحيل المناضل النبيل أحمد نبيل الهلالى.

نال الهلالى بحق وجدارة لقب «القديس»، وهو الذى كان مكتبه قبلة المظلومين الضعفاء.وإذا كان هناك من يستحق أن يشارك الهلالى هذا اللقب فهو أحمد سيف الإسلام الذى واصل أداء رسالته، فقضى شطراً كبيراً من حياته متنقلاً بين المحاكم والنيابات وأقسام الشرطة يحضر تحقيقات مع متهمين فى قضايا سياسية أو اجتماعية وعمالية أو يترافع عنهم.

لم يشغله شىء عن هموم المظلومين، حتى قبل أن يمتهن المحاماة وينذر حياته للدفاع عنهم. ولم يمنعه تقييد حريته مرات من مواصلة الدفاع عن الحريات.

كان من أبرز قادة الحركة الطلابية فى جامعة القاهرة فى سبعينيات القرن الماضى وأوفرهم إيمانا بالحرية والعدالة الاجتماعية. بدا فى تلك السنوات مشروع مفكر يستطيع أن يضيف إلى المعرفة الإنسانية لكثرة قراءاته وعمق أفكاره.وكثيرة كانت نقاشاتنا فى ذلك الوقت. كنا نتطلع إلى المستقبل ونحلم بمصر حرة تكفل العدالة والكرامة لكل أبنائها. كانت الاشتراكية بالنسبة إلينا حينئذ هى النموذج الملهم. «تأدلج» بعضنا، وظل البعض الآخر يسبح بين الأفكار الاشتراكية التى تجاوزها معظمنا. وبقينا نحمل هذه الأحلام بعد أن تفرقت بنا السبل واختار هو طريق العمل الحقوقى مهنة ونضالا.

وقد ملأ نضاله حياته فأسقط الحاجز بين العام والخاص فيها، وصارت أسرته كلها فى قلب هذا النضال من أجل العدل والحرية وكرامة المصريين.ولذلك دخل المستشفى لإجراء عملية قلب مفتوح بينما ابنه علاء وابنته سناء يدفعان بعضا من ثمن إيمانهما بهذه الأهداف فى محبسهما بسجنى طرة والقناطر, ولا يملكان إلا إلقاء نظرة سريعة عليه فى زيارة سمحت بها وزارة الداخلية لكل منهما. فلندعو لأحمد سيف الإسلام بالشفاء.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أحمد سيف الإسلام أحمد سيف الإسلام



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:47 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الدلو الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:38 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج القوس الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:13 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العقرب الخميس 29 -10 -2020

GMT 14:08 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العذراء الخميس 29-10-2020

GMT 15:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 18:18 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الأسد الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 16:31 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

فرص جيدة واحتفالات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 18:23 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia