«المناطقية» فى الانتخابات

«المناطقية» فى الانتخابات

«المناطقية» فى الانتخابات

 تونس اليوم -

«المناطقية» فى الانتخابات

د. وحيد عبدالمجيد

تناولت قبل الانتخابات ظاهرة التكتلات القروية التى توقعت أن يكون لها أثر كبير فى «التربيطات» بين بعض المرشحين فى الدوائر الريفية، وأن ينعكس هذا الأثر فى نتائج العملية الانتخابية. ففى اجتهادات الأحد 6 سبتمبر الماضى، أوضحت أن هذه الظاهرة لا تُعد جديدة تماماً, ولكنها ستبرز أكثر من أى وقت مضى فى ظل التقسيم الجديد للدوائر. غير أن هذا التقسيم، الذى يُعد نتيجة ضرورية لنظام انتخابى عفا عليه الزمن، أنتج ظاهرة أخرى فى بعض الدوائر الحضرية وخاصة تلك التى أصبح كل منها يضم دائرتين أو أكثر من الدوائر الانتخابية التقليدية فى ظل النظام الفردى.

فقد أدى ذلك إلى تكتلات «مُناطقية»، أو «جهوية» وفق المصطلح الذى يستخدمه أشقاؤنا فى المغرب العربى. وكان النمط السائد لهذه التكتلات هو تمكن المرشح الذى ينتمى إلى منطقة من مناطق الدائرة، أو دائرة من الدوائر التى كانت منفصلة قبل ضمها، من حشد الأصوات لمصلحته فى هذه المنطقة أو الدائرة السابقة. ومن الطبيعى أن يكون نواب سابقون عن دائرة صارت جزءًا من دائرة أوسع فى مقدمة من يلجأون إلى هذا الأسلوب، وخاصة فى وجود منافسين يملكون قوة أكبر فى مناطق أخرى. ويمكن رصد هذه الظاهرة فى عدد لا بأس به من الدوائر الحضرية بغض النظر عن عدد المقاعد المخصصة لكل دائرة (بين مقعد واحد وأربعة مقاعد) غير أنها صارت واضحة بذاتها فى دوائر مخصص لكل منها مقعد واحد، وخاصة فى جولة الإعادة التى يتنافس فيها مرشحان فقط على هذا المقعد، ويركز كل منهما على منطقة معينة.

وعلى سبيل المثال فقط لا الحصر، نجح جمال الشريف الذى اعتمد على أصوات منطقة المعادى فى مواجهة حسين مجاور الذى اعتمد على ناخبى منطقة طرة. وكان حماس ناخبى المعادى حاسماً فى هذا المجال رغم أن عدد ناخبى طرة أكبر. كما نجح نبيل بولس الذى اعتمد على أصوات باب الشعرية فى مواجهة طلعت القواس الذى حشد أصوات عابدين التى كان يفوز بها بسهولة حين كانت دائرة مستقلة. وكان الاستقطاب «المناطقى» واضحاً فى جولة الإعادة للمرحلة الثانية حيث فاز بولس رغم أن القواس تقدم عليه فى الجولة الأولى بفرق ما يقرب من ألف و800 صوتا لأن تعدد المرشحين جعل حدة الاستقطاب بين المنطقتين أقل.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«المناطقية» فى الانتخابات «المناطقية» فى الانتخابات



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 07:09 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia