إنهم سفهاء بالفعل

إنهم سفهاء بالفعل

إنهم سفهاء بالفعل

 تونس اليوم -

إنهم سفهاء بالفعل

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

مثيرة للغاية، متابعة التراشق المستمر بين بعض قادة «الإخوان» وعدد من الشيوخ السلفيين منذ الذكرى الثالثة لفض اعتصامى «رابعة» و«النهضة» فى 14 أغسطس الحالي، فقد استخدم كل من الطرفين كل ما يملكه من أسلحة التشهير ضد الآخر.

ولكننى توقفتُ بصفة خاصة عند وصف رئيس إحد أكبر الجمعيات السلفية «الإخوان» بأنهم سفهاء. وربما يكون هذا الوصف هو الأكثر تعبيراً عن ممارسات «الإخوان» بعد ثورة 25 يناير من الناحية الموضوعية، وبعيداً عن سيل الاتهامات المتبادلة بينهم وبين السلفيين الآن.

ولكن ما لم، ولن، يقله من وصف «الإخوان» بأنهم سفهاء هو أن السلفيين كانوا أول من استغل هذا السفه فى التعامل معهم0 فكانوا هم الذين شجعوا «الإخوان» على الحنث بعهودهم كلها, فصار قادتهم يكذبون وهم يظنون أنهم سيفلتون بالغنيمة، حتى دخلوا فى صدام شامل بدأ فى أول جمعية تأسيسية للدستور بعد الثورة.

وكان انسياق قادة «الإخوان» وراء السلفيين بعد الثورة أبرز مظاهر سفههم0 وسار التنظيم «الاخواني»، الذى كان عريضاً وقتها مسارا بلا عقل وراء من قادوه إلى التهلكة, منذ أن فرض الشيخ ياسر برهامى وأتباعه سطوتهم على الجمعية التأسيسية للدستور عام 2012. وانصاع أعضاء هذه الجمعية من «الإخوان» لهذه السطوة0 ورغم أن بعضهم لم يكن مرتاحاً لذلك الانقياد, لم يمتلك أى منهم شجاعة المجاهرة بموقفه، بل نفذوا جميعهم تعليمات قادتهم الذين ظنوا أن السلفيين سيساعدونهم فى الهيمنة على البلاد.

لم يفهم هؤلاء ولا أولئك أن السلفيين سيبيعونهم فى أول منعطف، ليس فقط نتيجة محدودية عقلهم وضعف معرفتهم حتى بالتيارات الدينية الأخري، ولكن أيضاً بسبب سفههم الذى تصعب مداواته.

ولذلك، فليست مفارقة أن رئيس الجمعية السلفية الذى أصبح ثالث ثلاثة فتحوا النار على «الإخوان» أخيراً فى فضائية يملكها أحدهم كان مسئولاً كبيراً فى هذه الجمعية حين أسهم رئيسها الراحل فى دفع «الإخوان» إلى الصدام الذى قادهم إلى التهلكة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إنهم سفهاء بالفعل إنهم سفهاء بالفعل



GMT 08:45 2019 الخميس ,30 أيار / مايو

موقعة إنجليزية فى مدريد

GMT 07:24 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

أطفال تُعساء زى الفل!

GMT 08:29 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

أبعاد أزمة هواوى

GMT 07:38 2019 الأحد ,26 أيار / مايو

فضيلة تفهم الدوافع

GMT 07:57 2019 الخميس ,23 أيار / مايو

ظاهرة «الفاجومى» علميا

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 07:09 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia