البرلمان ينتظر الحكومة

البرلمان ينتظر الحكومة!

البرلمان ينتظر الحكومة!

 تونس اليوم -

البرلمان ينتظر الحكومة

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

من غرائب الأمور أن يظل أى مجلس نيابى فى انتظار مشروع قانون ترسله الحكومة إليه بشأن موضوع مهم وملح، رغم وجود اقتراحات بعدد من المشاريع قدمها نواَّب بالفعل فى الموضوع نفسه. ولكن هذا هو ما حدث فى مجلس النواب فى دور انعقاده الأول0 فعلى سبيل المثال قدم بعض النواب اقتراحات لمشاريع تتعلق يقانونى الإدارة المحلية والعدالة الانتقالية. ولكن البرلمان ظل فى انتظار مشروعى الحكومة, رغم انه ليس مضطرا لاعطاء الأولوية للمشاريع المقدمة منها الا اذا قدمتها بالفعل وفق ما تنص عليه لائحته.

وقد أدى ذلك إلى تأخر بدء مناقشة مشروع قانون الادارة المحلية فى اللجنة المختصة, وبالتالى تأجيل اصداره إلى دور الانعقاد الثانى للمجلس، ومن ثم إرجاء انتخابات المجالس المحلية الى العام القادم اذا كانت هناك رغبة فى إجراء مناقشة جادة حوله سواء فى البرلمان أو على مستوى المجتمع.

كما انتهى الدور الأول بدون اصدار قانون العدالة الانتقالية بالمخالفة لنص دستورى صريح0 وكان ممكنا دمج المشروعين المقدمين من النائبين محمد أنور السادات وفرج عامر, أو تنقيح أحدهما اعتماداً على بعض ما ورد فى الآخر. ولكن مثل هذه المبادرات لا تحدث إلا فى برلمانات قوية تمارس اختصاصاتها ولا تنتظر الحكومات.

صحيح أن القاعدة العامة فى العمل التشريعى على المستوى الدولى أن الحكومات هى التى تقدم معظم مشاريع القوانين التى تناقشها البرلمانات فتقرها أو ترفضها أو تعدلها. ولكن هذه القاعدة تنطبق على المشاريع المتعلقة بمواضيع تتضمن جوانب تقنية اقتصادية وتجارية ومالية ونقدية وتكنولوجية وغيرها، أو ترتبط بظروف عمل هذا القطاع أو ذاك من قطاعات السلطة التنفيذية، أو يحتاج إعدادها إلى قواعد معلومات كبيرة قد يجد النائب فى أى برلمان صعوبة فى الحصول عليها كلها.

ولأن العدد الأكبر من القوانين التى يناقشها أى برلمان هى من هذا النوع، فمن الطبيعى أن تقدمها الحكومات. ولكن هناك قوانين أخرى تخرج من تلك القاعدة، ومنها قانونا الإدارة المحلية والعدالة الانتقالية.

ولذلك لا يصح أن يظل مجلس النواب فى حالة انتظار مستمر لما ترسله الحكومة اليه مادام لديه اقتراحات بمشاريع قوانين تصلح لمناقشتها وتحقق المصلحة العامة لا مصالح خاصة،

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البرلمان ينتظر الحكومة البرلمان ينتظر الحكومة



GMT 08:45 2019 الخميس ,30 أيار / مايو

موقعة إنجليزية فى مدريد

GMT 07:24 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

أطفال تُعساء زى الفل!

GMT 08:29 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

أبعاد أزمة هواوى

GMT 07:38 2019 الأحد ,26 أيار / مايو

فضيلة تفهم الدوافع

GMT 07:57 2019 الخميس ,23 أيار / مايو

ظاهرة «الفاجومى» علميا

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:22 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 12:53 2014 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

"Facebook messenger" سيكون متاحًا لويندوز فون بعد أسابيع

GMT 11:08 2016 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

وقف الهدر والتبذير..شعار الكويت الجديد

GMT 16:21 2019 الخميس ,27 حزيران / يونيو

اجتماع تقني يجمع مسؤولي منتخبَي مالي وتونس

GMT 11:21 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عقدة حياتو والكامرون

GMT 14:25 2017 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

فيلم الرعب "Jigsaw" يحقق 32 ميلون دولار في أسبوع عرضه الأول

GMT 09:26 2017 الخميس ,13 إبريل / نيسان

سوسيج تري كامب السحر الحقيقي للحياة البرية

GMT 20:34 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

"HER" BURBERRY عطر المرأة الجريئة الباحثة عن التميز

GMT 12:54 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

أبسط وأسهل طريقة لاختيار الحجاب الملون بأناقة

GMT 13:37 2012 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

كأس ألمانيا: دورتموند وشتوتغارت وبوخوم إلى ربع النهائي

GMT 03:00 2013 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

ظاهرة "الإرهاب" كلفت تونس 4 مليارات دينار
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia