المائة مليون

المائة مليون

المائة مليون

 تونس اليوم -

المائة مليون

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

بشرَّنا الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء بأن عدد سكان مصر وصل إلى 92 مليوناً فى الساعة الثامنة مساء الخميس الماضى. ولكن هذا ليس الجانب الأكثر أهمية (أو الأشد خطراً حسب زاوية الرؤية) فيما بشَّرنا به. فقد تضمن البيان أيضاً أن عدد السكان ازداد بمعدل مليون نسمة منذ 5 يونيو الماضى، أى خلال أقل من ستة أشهر. 

ويعنى ذلك أنه بعد أقل من أربع سنوات، وقبل نهاية عام 2020، سيكون عدد سكان مصر قد بلغ المائة مليون. ويقول الجهاز المركزى فى بيانه إن هذا يمثل أهم التحديات التى تواجه المجتمع المصرى وأخطرها. وكلمة تحد تُعدَّ محايدة لأنها يمكن أن تحمل معنى التهديد. كما أنها قد تحمل معنى الفرصة. 

ولكن البيان تضمن ما يفيد أن هذا التحدى يُعدَّ تهديداً (يحد من قدرة الدولة على إحداث تغيير ملموس فى مستويات المعيشة). ولكنه استدرك، سواء عن قصد أو بشكل عفوى، عندما أضاف ما يفيد أن المشكلة تتعلق بعدم التوازن بين النمو السكانى المرتفع ومعدلات النمو الاقتصادى الحالية. وهذا هو جوهر الموضوع. فالمشكلة تكمن فى العلاقة بين النمو السكانى والوضع الاقتصادى فى مجمله، متضمناً معدل النمو وليس مقتصراً عليه. ويعنى ذلك أن النمو السكانى ليس هو مصدر المشكلة، رغم أنه يظل بمعدله الحالى (2.4%) مشكلة بالفعل. 

ولكن المصدر الأساسى للمشكلة هو أن السياسات الاقتصادية المتبعة منذ عدة عقود، ومازالت، لا تحقق معدلات نمو مرتفعة، وأن النمو يحدث غالباً فى قطاعات غير إنتاجية لأن جزءاً كبيراً منه يأتى من قطاع البناء والتشييد. ولذلك فعندما ارتفعت معدلات النمو بدرجة معقولة، وإن لم تكن كافية، فى بعض سنوات العقد الماضى، لم يكن نوع هذا النمو مما يساعد على إحداث توازن مع النمو السكانى، فضلاً عن أن الانحيازات الاجتماعية حالت دون وصول ثمار هذا النمو إلى الشرائح الدنيا، والوسطى ذ الدنيا. 

ولذلك أصبحت الحاجة ملحة إلى مراجعة سياساتنا الاقتصادية والمالية بهدف تحقيق طفرة إنتاجية تعتمد على الطاقات الكبيرة المعطلة فى المجتمع الذى يزداد عدده، فى الوقت الذى تقل فرص مشاركته الكاملة فى تغيير وجه الحياة فى بلادنا 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المائة مليون المائة مليون



GMT 08:45 2019 الخميس ,30 أيار / مايو

موقعة إنجليزية فى مدريد

GMT 07:24 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

أطفال تُعساء زى الفل!

GMT 08:29 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

أبعاد أزمة هواوى

GMT 07:38 2019 الأحد ,26 أيار / مايو

فضيلة تفهم الدوافع

GMT 07:57 2019 الخميس ,23 أيار / مايو

ظاهرة «الفاجومى» علميا

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia