فضيلة تفهم الدوافع

فضيلة تفهم الدوافع

فضيلة تفهم الدوافع

 تونس اليوم -

فضيلة تفهم الدوافع

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

لابد أن نتعلم التفكير فى دوافع من نختلف معهم، أو من يصدر عنهم موقف أو سلوك لم نتوقعه. تفهم دوافع الآخرين، أى محاولة فهم العوامل التى تُحركهم، يساعد فى ضبط ردود أفعالنا حتى تجاه من يظلموننا. وفضلاً عن أن هذا التفهم فضيلة، فهو دليل قوة وليس ضعفاً. كما أنه قد يدفعهم إلى مراجعة أنفسهم، حين نتواصل معهم ما لم يكن هناك ما يمنع هذا التواصل.

  ولذا، لم تكن معظم ردود الأفعال العربية, تجاه قرار البرلمان الألمانى قبل أيام إدانة حركة مقاطعة إسرائيل BDS، موفقةً. لكن الصدمة، التى سببها هذا القرار، كانت قوية إلى الحد الذى حال دون التفكير فى دافعه الأساسي، وإغفال مواقف ألمانية نبيلة آخرها السماح بدخول مئات الآلاف من اللاجئين الذين أُغلقت الأبواب كلها أمامهم.

ولا يخفى أن الجرائم التى ارتُكبت ضد اليهود فى المرحلة النازية مازالت ضاغطة على الضمير الألماني، الأمر الذى يتيح لإسرائيل فرصاً مستمرة للابتزاز. وهذا واضح فى نص قرار البوندستاج الذى تضمن إشارة صريحة إلى أن حركة مقاطعة إسرائيل «تُذَّكر بالمرحلة الأفظع فى تاريخ ألمانيا»، وأن ملصقاتها التى تدعو إلى عدم شراء منتجات إسرائيلية «تُذَّكرنا بالدعوة النازية إلى عدم الشراء من اليهود».

ومادام الدافع واضحاً على هذا النحو، يظل ممكناً العمل من أجل تغيير ما يترتب عليه، إذا كان كسب ألمانيا وبرلمانها فى مصلحة قضية فلسطين، وهو لا يمكن إلا أن يكون كذلك.

ولذا، يصبح التواصل مع الأحزاب التى دعمت القرار أفضل من شن حملة شديدة اللهجة ضده. ويمكن البدء بالأحزاب التى اتخذت موقفاً مؤيداً للقرار بطريقة نعم .. ولكن، مثل حزب الخُضر الذى حرص على تأكيد أنه يظل حريصاً على حرية التعبير للجميع.

وفى كل الأحوال، فرغم أن هذا القرار صدم من لم يتوقعوا صدوره عن برلمان ألمانيا المنفتحة، لا ننسى أنه أحد مؤشرات تدل على نجاح تحققه حركة مقاطعة اسرائيل فى المجالات الثلاثة التى يتضمن اسمها المختصر الأحرف الأولى للكلمات الدالة عليها، وهى المقاطعة «B»، وسحب الاستثمارات «D»، وفرض العقوبات «S».

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فضيلة تفهم الدوافع فضيلة تفهم الدوافع



GMT 12:13 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

ماذا سيفعل العراقيون بعد اقتحام السفارة؟

GMT 12:10 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

أردوغان يعاني في بلاده

GMT 11:56 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

دبلوماسيّون: حراك مكثف على ساحة متأرجحة!

GMT 11:38 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

الباجي وخطيئتا بورقيبة وبن علي

GMT 11:29 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

الإمارات ملتقى الأمم

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:21 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الجدي الخميس 29-10-2020

GMT 14:05 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الأسد الخميس 29-10-2020

GMT 08:29 2021 الجمعة ,07 أيار / مايو

مسلسل ''حرقة'' أفضل دراما رمضانية في تونس

GMT 05:48 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

اكتشاف تقنية جديدة تساعد في إنقاص الوزن الزائد

GMT 05:31 2016 السبت ,26 آذار/ مارس

البردقوش فوائده واستخدامه

GMT 00:15 2016 الثلاثاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

فوائد الشطة لعلاج مرض الصدفية

GMT 10:54 2013 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ندوة عن القبول في جامعات الولايات المتحدة في "أميركية دبي"

GMT 09:15 2021 الأربعاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

أيتام «داعش» مَنْ يعينهم؟

GMT 18:04 2021 الإثنين ,29 آذار/ مارس

أخبار من اميركا وعمليات إطلاق النار فيها

GMT 04:00 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

موصفات سيارة كايلي جينر الرولز-رويسمن طراز Wraith
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia