مصحة نفسية كبيرة

مصحة نفسية كبيرة؟

مصحة نفسية كبيرة؟

 تونس اليوم -

مصحة نفسية كبيرة

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

تشغل منطقة الشرق الأوسط العالم أكثر من أى منطقة أخرى فيه. هذه المنطقة هى مصدر التطرف والإرهاب وفق ما يراها العالم فى الأغلب الأعم. وفيها تدور أكثر المعارك ضراوة الآن، وأطولها، وأكثرها إنتاجاً لمآس إنسانية كشفت مدى هشاشة ما يُطلق عليه ضمير عالمي.

ليس العرب وحدهم الذين يصبغون المنطقة بهذه الصبغة. ولكن صورتهم هى الأسوأ فى العالم لأنهم باتوا المصدر الأول للعنف والإرهاب، حتى بعد أن غيرت إدارة ترامب الموقف الأمريكى تجاه إيران وباتت تعتبرها راعية ومُصدرة لنوع آخر من الإرهاب. كما أن انتباه بعض الدول الأوروبية، خاصة ألمانيا، إلى التداعيات الخطيرة لنظام أردوغان فى تركيا داخلياً وخارجياً جاء متأخراً. أما دور إسرائيل التاريخى والراهن فى إبقاء المنطقة على سطح صفيح ساخن، وشحنها بموجات متواصلة من التوتر والاحتقان، فهو مما لا يُبصره الغرب ولا يعنى به كثيرون فى العالم حتى عندما يصل إلى مستوى اللامعقول كما حدث فى أزمة القدس والمسجد الأقصى الأخيرة.

غير أن النظرة المتوازنة إلى أوضاع المنطقة تفيد بأن أمراض رفض الآخر وشيطنته والسعى إلى استئصاله منتشرة فيها دون تمييز بين عرب وإسرائيليين وأتراك وإيرانيين على المستوى الإقليمي، ولا بين سُنة وشيعة، وكُرد وعرب، على الصعيد الداخلى فى المجتمعات الأكثر تنوعاً. وتبدو المنطقة، والحال هكذا، فى حالة حرب لا تهدأ. الحروب فيها متعددة الأطراف والمعارك والجبهات. حروب وقودها عداء تراكم على مدى عقود بين قوى مذهبية وطائفية، وعرقية وعشائرية، وإرهاب تغذى على اختلالات سياسية واجتماعية، وتمدد فى الفراغات الناتجة عن هذه الاختلالات، واستفاد من تسهيلات وتمويلات، أو تسلل عبر صراعات وتحالفات.

وربما يشعر بعضنا حال تأمل هذا المشهد بأن المنطقة فى حاجة إلى مصحة نفسية كبيرة تتسع للمصابين بأمراض رفض الآخر وشيطنته والإصرار على القتال لاستئصاله. ورغم أن هذه الأمراض ليست نفسية فى جوهرها، فهى لا تخلو من بُعد سيكولوجى مهم لأنها تخلق حاجزاً مع الآخر. وهذا حاجز نفسي، مثلما هو سياسى ـ اجتماعي، يتعذر تجاوزه أو إزالته دون معالجة مسبباته لكى يفهم الجميع أن أحداً لن يستطيع استئصال الآخر, وأنهم خاسرون كلهم ما لم يدركوا ذلك.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصحة نفسية كبيرة مصحة نفسية كبيرة



GMT 06:51 2017 الجمعة ,27 تشرين الأول / أكتوبر

يوم الدجاج المتعفن…يا رب رحمتك

GMT 06:47 2017 الجمعة ,27 تشرين الأول / أكتوبر

روحاني ـ بنس وصندوق البريد اللبناني

GMT 06:45 2017 الجمعة ,27 تشرين الأول / أكتوبر

الصين تكشف عن طموحات قيادية

GMT 06:40 2017 الجمعة ,27 تشرين الأول / أكتوبر

روحاني يكشف وجهه…

GMT 06:38 2017 الجمعة ,27 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الى شعراء الأمة

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:47 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الدلو الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:38 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج القوس الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:13 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العقرب الخميس 29 -10 -2020

GMT 14:08 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العذراء الخميس 29-10-2020

GMT 15:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 18:18 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الأسد الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 16:31 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

فرص جيدة واحتفالات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 18:23 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia