إرهاب وبأس وأمل

إرهاب.. وبأس.. وأمل

إرهاب.. وبأس.. وأمل

 تونس اليوم -

إرهاب وبأس وأمل

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

تحديد طبيعة الإرهاب الذى نواجهه أحد أهم عوامل نجاح هذه المواجهة. وهناك مجموعة من التصنيفات فى تحديد طبيعة الإرهاب يرتبط أحدها بحالة الإرهابى ومزاجه، وهل يحدوه أمل حقيقى فى تحقيق هدف معين أم يعبر اتجاهه إلى العنف عن يأس يسيطر عليه. 

وتوجد ثلاثة أنواع من المنظمات والمجموعات الإرهابية فى هذا المجال. أحدها يشمل من يلجأون إلى العنف الإرهابى اعتقاداً فى أنه يحقق هدفاً يؤمنون به، ويتحركون بالتالى بدافع من أمل يحركهم ثم يتوقفون عن هذا العنف حين يكتشفون أن الإرهاب لا يمكن أن ينتصر فى النهاية حتى إذا بدا لهم أنهم يكسبون فى البداية. أما النوع الثانى فهو يضم يائسين من البداية يلجأون إلى العنف إما للانتقام أو لإلحاق أكبر قدر من الخسائر بالجهات التى يمارسون الإرهاب ضدها. ويتضمن النوع الثالث من يمارسون الإرهاب أملاً فى تحقيق هدف معين، ثم يواصلونه حتى عندما يتبين لهم استحالة ذلك، ولا يمنعهم اليأس من مواصلة أعمال العنف. 

ويدخل الإرهاب الذى تصاعد فى المنطقة فى السنوات الأخيرة ضمن النوع الثالث الذى دخل فى مرحلة انحسار. وينطبق ذلك على معظم المجموعات الإرهابية التى بدأت فى إعادة التموضع لكى تواصل إرهابها الذى بات يائساً بطرق أخرى. 

فقد شرع «داعش» فى الإعداد لنقل مراكزه الرئيسية من الموصل والرقة إلى مناطق ليبية قرب حدود مصر, وأخرى على الحدود بين العراق وسوريا والأردن، إلى جانب استنفار خلاياه النائمة وغيرهم من المتطرفين فى كثير من البلدان للقيام بأعمال إرهابية. 

ويختلف ذلك عن الإرهاب الذى يتوقف حين يفقد الأمل وينتابه اليأس, مثل المجموعات الماركسية المتطرفة التى لجأت إلى حمل السلاح فى الستينيات والسبعينيات فى عدد من البلدان فى أوروبا وأمريكا اللاتينية وآسيا. فباستثناءات بسيطة، توقف هذا النوع من الإرهاب حين تحول الأمل بأساً0 وحدث مثل ذلك أيضاً فى حالة «الكاميكازى» فى نهاية الحرب العالمية الثانية, حين كان شباب يابانيون انتحاريون يسقطون عمداً بطائراتهم القديمة المحدودة الإمكانات على حاملات طائرات وسفن نقل كبيرة تابعة لقوات التحالف بهدف تفجيرها أملاً فى استعادة التوازن الذى اختل ضد اليابان. ولكن الفشل فى تحقيق هذا الهدف أدى إلى انتهاء الكاميكازى الذى أصبح تاريخاً مضى. 

المصدر : صحيفة الأهرام

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إرهاب وبأس وأمل إرهاب وبأس وأمل



GMT 08:45 2019 الخميس ,30 أيار / مايو

موقعة إنجليزية فى مدريد

GMT 07:24 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

أطفال تُعساء زى الفل!

GMT 08:29 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

أبعاد أزمة هواوى

GMT 07:38 2019 الأحد ,26 أيار / مايو

فضيلة تفهم الدوافع

GMT 07:57 2019 الخميس ,23 أيار / مايو

ظاهرة «الفاجومى» علميا

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia