بؤس ثقافتنا الرياضية

بؤس ثقافتنا الرياضية

بؤس ثقافتنا الرياضية

 تونس اليوم -

بؤس ثقافتنا الرياضية

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

نحن لا نعرف كيف نسأل. ولا نعرف أن السؤال هو أول الطريق إلى المعرفة، وأن القدرة على طرح السؤال الصحيح فى وقته المحدد يختصر أى طريق نمضى فيه سعياً إلى هدف معين، ومن المعتاد أن يغيب السؤال المحورى فى كثير من القضايا وسط انشغالنا بالأحداث، وانهماكنا فى الركض وراءها، واهتمامنا بالمظهر على حساب الجوهر. وينطبق ذلك على الرياضة التى نختزلها فى كرة القدم، أو نكاد. فنحن لا نسأل عن حالة ثقافة الرياضة فى بلادنا وتأثيرها فى قدرتنا على الإنجاز فى بطولات ومسابقات نتسابق للمشاركة فيها، مثل كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم التى تُفتتح اليوم فى الجابون. 

فقد أصبح تحقيق إنجازات حقيقية فى الرياضة بمختلف ألعابها مرتبطاً بتوفر ثقافتها فى المجتمع. فالرياضة ليست مجرد منشآت وملاعب ومبان، ومدربين ولاعبين وإداريين، رغم أهمية هذا كله. فالرياضة ثقافة تشمل مختلف جوانب النشاط فى هذه اللعبة أو تلك، بدءاً من التنظيم والإدارة، ووصولاً إلى الإعداد والتدريب، مروراً بالدعاية والترويج. وتحدد طبيعة ثقافة الرياضة فى المجتمع كيفية تطوير القدرات التنظيمية والإدارية، والإمكانات الفنية والمهارية، والمتطلبات التكنولوجية اللازمة لهذه وتلك. وكلما زادت معدلات الابتكار فى هذه الجوانب كلها، كان هذا مؤشراً على تحسن حالة ثقافة الرياضة. 

وفى ظل بؤس حالة ثقافة الرياضة فى مجتمعنا، لا نسأل عن العوامل الجوهرية للهزيمة حين نخسر، أو عن أسباب الفوز عندما نكسب. نهتم عادة بالعوامل المباشرة للفوز أو الخسارة، مثل أداء المدرب، واللاعب فى الرياضات الفردية والفريق فى الرياضات الجماعية، ودور الإدارة، وما إلى ذلك من أسباب لا تكفى لتفسير ما يحدث لأنها هى نفسها تحتاج إلى معرفة عواملها التى يكمن بعض من أهمها فى حالة ثقافة الرياضة. 

فعندما نفوز تذهب الفرحة بعقلنا فلا نتأمل كيف حققنا هذا الفوز، وهل نتج عن توفر العوامل المؤدية إليه، أم أن التوفيق صادفنا فحصلنا عليه لأسباب مقصورة على المسابقة التى فزنا فيها. وعندما نخسر ينتابنا الحزن ويذهب بعقلنا أيضاً، فلا نفكر إلا فى تغيير بعض الأشخاص، ولا نلتفت إلى المنظومة التى تمثل ثقافة الرياضة أحد أهم مكوناتها، إن لم يكن المكَّون الرئيسى فيها الآن. 

المصدر: صحيفة الأهرام اليومي

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بؤس ثقافتنا الرياضية بؤس ثقافتنا الرياضية



GMT 08:45 2019 الخميس ,30 أيار / مايو

موقعة إنجليزية فى مدريد

GMT 07:24 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

أطفال تُعساء زى الفل!

GMT 08:29 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

أبعاد أزمة هواوى

GMT 07:38 2019 الأحد ,26 أيار / مايو

فضيلة تفهم الدوافع

GMT 07:57 2019 الخميس ,23 أيار / مايو

ظاهرة «الفاجومى» علميا

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia