العلمانية ليست ديناً

العلمانية ليست ديناً

العلمانية ليست ديناً

 تونس اليوم -

العلمانية ليست ديناً

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

عبر بعض من علقوا على اجتهادات الخامس من سبتمبر الجارى «الجدل حول العلمانية» عن شكوكهم فى إمكانية تغيير معنى العلمانية السلبى الذى شاع لعقود طويلة، ورسم لها صورة مناقضة للدين أو جعلها عقيدة بديلة عن الدين!.

غير أنه من الصعب الجزم مسبقاً بنتيجة أى محاولة للتغيير، سواء فى مجال الأفكار والمفاهيم، أو فى الواقع0 التغيير صعب بوجه عام مهما يكن مجاله، وأياً كان مقصده. وتغيير مفاهيم خاطئة راسخة لأزمان طويلة أصعب من غيره. وقد لا يتيسر هذا التغيير إذا اقتصر على طروحات ومجادلات نظرية، وخاصة حين يكون الهدف منه مرتبطاً بالواقع.

وهذه هى الحال فيما يتعلق بمسألة العلمانية التى يرتبط المفهوم فيها بالواقع. ولذا فإن تغيير المفهوم, أو بالأحرى تصحيحه، لا معنى له إلا إذا شمل الواقع المرتبط به أو المترتب عليه. ويرتبط مفهوم العلمانية، فى هذا السياق، بالنظام السياسى الذى أظهرت معظم التجارب فى القرنين الأخيرين أنه يكون أفضل كلما خلا من مكونات دينية. والمقصود بالنظام السياسى المساحة التى تحدث فيها التفاعلات المتعلقة، بالإطار الدستورى، وتنظيم السلطات، وصنع القرار السياسى، والتنافس بين الأحزاب وما يشبهها من كيانات.

والنظام السياسى، على هذا النحو، جزء رئيسى فى المجال العام بمساحته الأوسع التى يدخل فيها كل ما يتعلق بالنشاطات والاهتمامات التى تتجاوز الحيز الخاص للإنسان، أى أسرته وعمله وصداقاته وعلاقاته الشخصية.

والعلمانية تفصل الدين عن النظام السياسى، وليس عن المجال العام فى مجمله. يستطيع الناس تنظيم نشاطاتهم الدينية وممارساتها طالما أنها ليست سياسية. والدين، بهذا المعنى، ليس مجرد شأن خاص أو علاقة محصورة بين الإنسان وربه. الإيمان الدينى هو الذى يُعد أمراً خاصاً تماماً. ولكن للدين تجليات مجتمعية أيضاً تتجاوز بطابعها العلاقة الإيمانية الخاصة جداً بين الإنسان والله.وإحدى وظائف النظام السياسى العلمانى أن يحمى حقوق أصحاب الإيمان والعقائد كافة فى العبادة وممارسة الشعائر الدينية والنشاطات المجتمعية على قدم المساواة، وأن يمنع أتباع أى دين من حرمان غيرهم من هذه الحقوق أو النيل منها.وحين تكون العلمانية محايدة تجاه الأديان والعقائد، وحامية لأصحابها جميعهم، لا يُعقل اعتبارها بديلا عنها.

المصدر : صحيفة الأهرام

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العلمانية ليست ديناً العلمانية ليست ديناً



GMT 08:45 2019 الخميس ,30 أيار / مايو

موقعة إنجليزية فى مدريد

GMT 07:24 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

أطفال تُعساء زى الفل!

GMT 08:29 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

أبعاد أزمة هواوى

GMT 07:38 2019 الأحد ,26 أيار / مايو

فضيلة تفهم الدوافع

GMT 07:57 2019 الخميس ,23 أيار / مايو

ظاهرة «الفاجومى» علميا

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia