موسيقى الشارع  والإرهاب

موسيقى الشارع .. والإرهاب

موسيقى الشارع .. والإرهاب

 تونس اليوم -

موسيقى الشارع  والإرهاب

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

لا يوجد خلاف يُذكر على أن مواجهة الإرهاب تتطلب عملاً ثقافياً وفكرياً فى المجتمع، ولا تقتصر على الأدوات الأمنية. ولا يوجد خلاف كبير على أن هناك فرقاً بين مواجهة الإرهاب، أى العمل من أجل معالجة العوامل التى تؤدى إلى التطرف والتعصب، ومنهما إلى العنف، وبين ملاحقة الإرهابيين فى هذا التنظيم أو ذاك، وفى هذه المنطقة أو تلك. ومع ذلك لا نكاد نجد إلا الأدوات الأمنية فى ساحة المواجهة، إلى جانب حديث متكرر عن إصلاح الخطاب الدينى أو تصحيحه أو تطويره.

ولكن هناك مساحة واسعة بين العمل الأمنى والكلام عن إصلاح الخطاب الديني. تشمل هذه المساحة، بين ما تشمله، دور الفن فى تنوير العقل وتغيير نظرة الإنسان إلى الحياة والمجتمع، فضلاً عن خلق الفرح والبهجة فى النفوس. وهذه المساحة إما مهملة، أو مغلقة نتيجة نظرة أمنية ضيقة بشأن النشاطات الفنية المفتوحة من نوع ما يُعرف فى العالم الآن بموسيقى الشارع. فى كثير من مدن العالم نشاهد فرقاً موسيقية صغيرة ومتوسطة تعزف وتغنى فى بعض الشوارع الرئيسية، التى يكثر فيها المارة. ويتوقف عندها من يرغب فى الاستماع، إما للاستمتاع بالموسيقى أو للتأمل فى كلمات الأغانى التى تقدمها كل فرقة. وفى مصر اليوم عدد هائل من هذه الفرق، وعدد أكبر من المحاولات التى يقوم بها شباب لتكوين فرق جديدة. ويمكن أن يؤدى فتح المجال أمامها إلى خلق حالة مجتمعية تصبح خط دفاع قويا ضد التطرف والتعصب اللذين يُمثَّلان المصدر الأساسى للإرهاب. ولا ننسى أن النهضة التى نقلت أوروبا إلى العصر الحديث منذ القرن الخامس عشر بدأت فى الفن، وأن تطور الموسيقى والرسم والنحت والمعمار خلق أول جسر إلى التقدم والحداثة. ويكفى هذا لتفسير كراهية المتطرفين والإرهابيين للفن وحربهم عليه تكفيراً وتحريماً وقمعاً. وان نسينا فكيف ينسى جيل السبعينيات فى الجامعات المصرية المعركة التى خاضها التقدميون بينهم ضد جماعات دينية سعت إلى نشر الظلام ومنع الفن فى هذه الجامعات. ولعل بعضهم يذكرون اليوم الذى توجهنا فيه إلى كلية طب قصر العينى لحضور حفلة لفرقة «الأصدقاء» ومساندة الطلاب الذين دعوها فى مواجهة تهديد «الجماعة الإسلامية» بمنعها. وكان يوماً يمكن أن نعود إليه فى اجتهاد آخر.

المصدر : صحيفة الاهرام

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

موسيقى الشارع  والإرهاب موسيقى الشارع  والإرهاب



GMT 08:45 2019 الخميس ,30 أيار / مايو

موقعة إنجليزية فى مدريد

GMT 07:24 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

أطفال تُعساء زى الفل!

GMT 08:29 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

أبعاد أزمة هواوى

GMT 07:38 2019 الأحد ,26 أيار / مايو

فضيلة تفهم الدوافع

GMT 07:57 2019 الخميس ,23 أيار / مايو

ظاهرة «الفاجومى» علميا

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia