أليست هذه عادتهم

أليست هذه عادتهم؟

أليست هذه عادتهم؟

 تونس اليوم -

أليست هذه عادتهم

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

أعلن قادة التيار الديني المسمي «الدعوة السلفية» حالة تعبئة قصوي لعدة أيام تحت عنوان «تصحيح المفاهيم الشرعية» سعياً إلي التبرؤ من الاستقبال الطيب الذي نظَّمه بعض أنصارهم للبابا تواضروس الثاني خلال زيارته مرسي مطروح مؤخراً.

كان الاستقبال غريباً بالفعل بالنسبة إلي من يعرف مواقف هذا التيار الذي يعمل من خلال جمعية خيرية تسمي جمعية الدعاة الخيرية، ويُطلق عليها إعلامياً الدعوة السلفية، ويُمثَّل حزب النور ذراعها السياسية.

لا يجهر هذا التيار بكل مكونات موقفه تجاه عدد من القضايا، خاصة الموقف من الآخر بوجه عام، ومن المسيحيين بوجه خاص. لكن ما هو معلن من هذا الموقف، الذي يقوم علي منهج الولاء والبراء، يتعارض بالفعل مع اللافتة التي رفعها بعض أنصاره في مرسي مطروح: (الدعوة السلفية في مطروح ترحب بقداسة البابا تواضروس الثاني).

وما أن نُشرت صورة هذه اللافتة حتي اشتد غضب شيوخ الدعوة السلفية، وفي مقدمتهم ياسر برهامي ويونس مخيون (رئيس حزب النور) لأن ما كُتب فيها يناقض ما يقولونه لأتباعهم ويبثونه في عقولهم.

وأعلنوا تبرؤهم من الشيخ علي غلاب الذي نظَّم الاستقبال، وقالوا إنه ترك الجمعية والدعوة ولم تعد له علاقة بهما، وكأنه أتي كفراً، أو كأن تبني الموقف ونقيضه ليس من عادتهم.

نسي هؤلاء الذين هاجموا موقف بعض أنصارهم في مرسي مطروح أنهم فعلوا ما يشبه ذلك عندما فتحوا أبوابهم علي مصاريعها للمسيحيين الذين قبلوا الترشح علي قوائم حزب النور في الانتخابات الأخيرة.

فقد اشترط قانون مجلس النواب وجود نسبة معينة من المسيحيين في القوائم الانتخابية. ولذلك انقلبوا علي موقفهم لكي يتمكنوا من خوض الانتخابات، وأصدروا فتاوي تتيح ترشيح المسيحيين في قوائم حزب النور، وتُحبذَّه.

وليس هذا جديداً علي تيار الدعوة السلفية الذي أفسد بتطرفه التطور الديمقراطي بعد ثورة 25 يناير، وخلق استقطاباً حاداً، وفرض نصوصاً تضع أساساً لسلطة دينية في دستور 2012، ثم أيد إلغاء هذه النصوص نفسها في لجنة الخمسين، أي أنه تبني الموقف ونقيضه تجاه مسألة جوهرية في أقل من عام واحد. ولم يحركه في هذا الموقف أو ذاك إلا مصالح لا علاقة لها بأديان أو قيم أو مبادئ.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أليست هذه عادتهم أليست هذه عادتهم



GMT 08:45 2019 الخميس ,30 أيار / مايو

موقعة إنجليزية فى مدريد

GMT 07:24 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

أطفال تُعساء زى الفل!

GMT 08:29 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

أبعاد أزمة هواوى

GMT 07:38 2019 الأحد ,26 أيار / مايو

فضيلة تفهم الدوافع

GMT 07:57 2019 الخميس ,23 أيار / مايو

ظاهرة «الفاجومى» علميا

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 07:09 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia