ترامب يحارب إيران

ترامب يحارب إيران!

ترامب يحارب إيران!

 تونس اليوم -

ترامب يحارب إيران

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

من يتابع تغريدات الرئيس دونالد ترامب على موقع «تويتر» وبعض ما يقوله فى خطب أمام أنصاره، يظن أن حربا أمريكية صارت وشيكة على إيران وكوريا الشمالية. ولكن ترامب يكتفى بقرع طبول الحرب، وربما يكون وقعها محَّببا لديه. أما شن الحرب نفسها فهذه مسألة أخرى تماما.

لا يوجد بين أركان الإدارة الأمريكية الآن من يفكر فى مغامرات. ولكن يبدو أنه ليس بينهم، فى المقابل، من يستطيع أن يوضح لرئيسها أن اتفاق 2015 بشأن برنامج إيران النووى ليس جوهر المشكلة، بغض النظر عن تقييمه. يعلم وزيرا الدفاع والخارجية ومستشار الأمن القومى، وكلهم من ذوى المعرفة أو الخبرة أو كلتيهما، أن التحدى الحقيقى الذى تُمثَّله إيران هو تمددها وتوسع نفوذها وتهديدها الاستقرار فى المنطقة.

وربما يدركون أيضا أن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق الذى يهاجمه ترامب لن يكون مؤثرا إذا لم تقتنع الدول الخمس الأخرى التى وقعته (روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا) باتخاذ الموقف نفسه.

والأكيد أنهم يعرفون أن الولايات المتحدة لا تملك الآن نفوذا كافيا لتغيير مواقف هذه الدول التى ترى أن هذا الاتفاق مازال أفضل الممكن. وإذا افترضنا أن هذه الدول تجاوبت مع رغبة ترامب فى إلغاء الاتفاق إذا لم تقبل إيران إعادة التفاوض عليه، فلا فائدة من اتخاذ مثل هذه الخطوة فى غياب بديل يمنع إيران من استئناف برنامجها النووى بمعدلات أسرع.

ومعنى هذا ببساطة أن ترامب يضع العربة أمام الحصان، عندما ينشغل بأحد تداعيات التحدى الإيرانى ويغفل أصل هذا التحدى، وهو تمدد نفوذ طهران فى المنطقة. فقد تم إبرام اتفاق 2015 فى ظل ميزان قوى إقليمى مرتبط بتمدد نفوذ إيران فى المنطقة واستغلالها الانسحاب الأمريكى العشوائى منها بدءاً من أواخر العقد الماضى بعد فشلها فى العراق وأفغانستان. ولا جدوى من إعادة التفاوض على الاتفاق، والحال هكذا، بدون تعديل ميزان القوى الإقليمى. ويتطلب ذلك أن تراجع واشنطن سياستها العشوائية التى تفتقر رؤية واضحة فى الشرق الأوسط ، وليس قرع طبول حرب لا تتوافر مقوماتها، ولا نتيجة لها إلا المزيد من الخراب والدمار فى منطقة لم تعد تتحمل حروباً.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ترامب يحارب إيران ترامب يحارب إيران



GMT 08:45 2019 الخميس ,30 أيار / مايو

موقعة إنجليزية فى مدريد

GMT 07:24 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

أطفال تُعساء زى الفل!

GMT 08:29 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

أبعاد أزمة هواوى

GMT 07:38 2019 الأحد ,26 أيار / مايو

فضيلة تفهم الدوافع

GMT 07:57 2019 الخميس ,23 أيار / مايو

ظاهرة «الفاجومى» علميا

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia