سيكولوجية الإرهاب

سيكولوجية الإرهاب

سيكولوجية الإرهاب

 تونس اليوم -

سيكولوجية الإرهاب

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

بدايات الإرهاب متعددة، ولكن أهمها يرتبط بانتشار التعصب والتطرف فى أى مجتمع، أو فى قطاعات منه. ورغم أن الدراسات المفيدة فى فهم كيف يتحول شخص ما إلى إرهابى مازالت قليلة، فقد وفرت قدرا من المعرفة بكيفية حدوث التحول إلى الإرهاب.

أصبح معروفا أن الإرهاب يبدأ تطرفا فى كثير من الحالات. فالتحول المفاجئ إلى الإرهاب بدون مقدمات ليس شائعا، ولكنه لا يُعد فى الوقت نفسه مجرد استثناء. ومن الصعب معرفة بدايات هذا التحول حين يكون مفاجئا، بخلاف الحال عندما يكون الإرهاب امتدادا لتطرف غير عنيف يستمر لفترة من الزمن. 

ولأن الإرهاب الذى يبدأ تطرفا يحدث لدى نسبة محدودة من المتطرفين، كان من الضرورى بحث لماذا يتحول بعض المتطرفين إلى إرهابيين, اعتماداً على مناهج التحليل النفسى-الاجتماعى. وينطلق هذا البحث فى الأغلب الأعم من افتراض أنه إذا كانت البيئة المجتمعية هى العامل الموضوعى الأساسى وراء انتشار التعصب والتطرف، فالتكوين الشخصى النفسى والاجتماعى، أى العامل الذاتى، هو الذى يخلق الفرق بين من يبقون متطرفين دون أن يمارسوا عنفا، وهم العدد الأكبر، ومن يتحولون إلى الإرهاب. 

ومن أهم ما تكشفه بعض الدراسات المهمة فى هذا المجال أن الاستعداد الذاتى للتحول إلى الإرهاب قد يكون كامنا فى شخصية الفرد المتطرف، فيتحول إلى الإرهاب من تلقاء نفسه، أو تأثرا بشخص قريب منه، أو بدعاية تُوجه إليه، سواء انضم إلى تنظيم ما أو لم ينضم. كما أن هذا الاستعداد الذاتى قد لا يكون كامنا فى التكوين الشخصى النفسى والاجتماعى، بل يطرأ على الشخصية بفعل مؤثرات أهمها التعرض للإذلال، أو توافر دافع قوى للانتقام. 

وثمة نتيجتان مهمتان لدراسات سيكولوجية الإرهاب ينبغى الانتباه إليهما0الأولى أن السعى إلى تقليل أعداد من يتحولون من التطرف الفكرى إلى العنف الإرهابى لا تقل أهمية عن العمل لمحاصرة منابع هذا التطرف0 والثانية ضرورة توخى الحذر خلال الحملات التى تستهدف مطاردة إرهابيين فى منطقة أو أخرى لكىلا يقع ضحايا أبرياء يسعى بعض أقربائهم إلى الثأر لهم، وكذلك عند إجراء تحقيقات مع مشتبه بهم حتى لا يتحول متطرفون لم يمارسوا العنف وقد لا ينوون الإقدام عليه إلى إرهابيين.

المصدر : صحيفة الأهرام

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سيكولوجية الإرهاب سيكولوجية الإرهاب



GMT 08:45 2019 الخميس ,30 أيار / مايو

موقعة إنجليزية فى مدريد

GMT 07:24 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

أطفال تُعساء زى الفل!

GMT 08:29 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

أبعاد أزمة هواوى

GMT 07:38 2019 الأحد ,26 أيار / مايو

فضيلة تفهم الدوافع

GMT 07:57 2019 الخميس ,23 أيار / مايو

ظاهرة «الفاجومى» علميا

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:22 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 12:53 2014 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

"Facebook messenger" سيكون متاحًا لويندوز فون بعد أسابيع

GMT 11:08 2016 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

وقف الهدر والتبذير..شعار الكويت الجديد

GMT 16:21 2019 الخميس ,27 حزيران / يونيو

اجتماع تقني يجمع مسؤولي منتخبَي مالي وتونس

GMT 11:21 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عقدة حياتو والكامرون

GMT 14:25 2017 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

فيلم الرعب "Jigsaw" يحقق 32 ميلون دولار في أسبوع عرضه الأول

GMT 09:26 2017 الخميس ,13 إبريل / نيسان

سوسيج تري كامب السحر الحقيقي للحياة البرية

GMT 20:34 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

"HER" BURBERRY عطر المرأة الجريئة الباحثة عن التميز

GMT 12:54 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

أبسط وأسهل طريقة لاختيار الحجاب الملون بأناقة

GMT 13:37 2012 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

كأس ألمانيا: دورتموند وشتوتغارت وبوخوم إلى ربع النهائي

GMT 03:00 2013 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

ظاهرة "الإرهاب" كلفت تونس 4 مليارات دينار
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia