فوائد المعلومات وأضرارها

فوائد المعلومات وأضرارها

فوائد المعلومات وأضرارها

 تونس اليوم -

فوائد المعلومات وأضرارها

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

مازالت حرية تداول المعلومات هدفاً أساسياً للمطالبين بتحقيق الديمقراطية أو توسيع نطاقها فى أنحاء العالم، وليس فقط للصحفيين الذين يعتمدون على هذه المعلومات فى عملهم. رغم أن شبكة «الإنترنت» فتحت أبواباً واسعة للحصول على معلومات لم يكن سهلاً الوصول إليها من قبل.

ويعود استمرار التمسك بمطلب حرية تداول المعلومات إلى أن بعض أهم هذه المعلومات لا يمكن معرفته عبر شبكة «الإنترنت»، وخاصة المعلومات الرسمية التى توجد لدى الهيئات الحكومية. فلا تفيد «الإنترنت» فى الحصول على معلومات لم يفصح عنها من يملكونها. ولن يكون ممكناً الاعتماد على الشبكة العنكبوتية فى هذا المجال، لأن ما يتيسر الحصول عليه من معلومات لم تُنشر رسمياً يتراوح بين الاجتهاد والتخمين والإشاعة.

ولذلك يظل السعى للحصول على المعلومات من مصادرها الأصلية ضرورياً لضمان صحتها، ولتجنب الدخول فى متاهة ناتجة عن الفوضى المعلوماتية التى يتسع نطاقها يوماً بعد يوم على شبكة «الإنترنت» بكل منصاتها.

فقد أصبحت لتداول المعلومات بلا حدود عبر «الإنترنت» أضرار آخذة فى الازدياد، إلى جانب فوائدها التى لا يمكن الاستهانة بها، وخاصة فيما يتعلق بتوسيع نطاق المشاركة والتعبير عن الآراء. تنتج هذه الأضرار عن تعاظم حجم المعلومات ونموها المتواصل، على نحو يؤدى إلى تراجع القدرة على تقييمها والتحقق منها. ويؤدى حجم المعلومات المهول، الذى يشمل الشىء ونقيضه فى غير قليل من الأحيان، إلى ازدياد الشك فى صحة هذه المعلومة أو تلك، حتى إذا كانت صحيحة.

ولا تقتصر المشكلة هنا على التداول التلقائى لمعلومات دون التحقق منها، وأخرى يصعب أصلاً التأكد من صحتها. فقد ازدادت حدة المشكلة منذ أن بدأت الظاهرة التى يُطلق عليها «الكتائب الإلكترونية»، التى تهدف إلى نشر معلومات كاذبة، أو التشكيك فى معلومات صحيحة، وتتخصص فى صناعة أكاذيب ونشرها على نطاق واسع، وشن حملات ممنهجة فى هذا الاتجاه أو ذاك.

وإذا أخفقت الجهود المبذولة فى العالم الآن لوضع حد لتدفق معلومات غير صحيحة، فقد يترسخ الشك ليس فى وجود الحقيقة فقط، بل فى وقائع تحدث وتُصَّور، بحيث يصبح الواقع مجرد رواية تحتمل القبول أو الرفض، ويفقد الناس الثقة فى أى شىء، وكل شىء.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فوائد المعلومات وأضرارها فوائد المعلومات وأضرارها



GMT 08:45 2019 الخميس ,30 أيار / مايو

موقعة إنجليزية فى مدريد

GMT 07:24 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

أطفال تُعساء زى الفل!

GMT 08:29 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

أبعاد أزمة هواوى

GMT 07:38 2019 الأحد ,26 أيار / مايو

فضيلة تفهم الدوافع

GMT 07:57 2019 الخميس ,23 أيار / مايو

ظاهرة «الفاجومى» علميا

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:47 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الدلو الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:38 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج القوس الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:13 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العقرب الخميس 29 -10 -2020

GMT 14:08 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العذراء الخميس 29-10-2020

GMT 15:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 18:18 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الأسد الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 16:31 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

فرص جيدة واحتفالات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 18:23 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia