تدمير كامل

تدمير كامل!

تدمير كامل!

 تونس اليوم -

تدمير كامل

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

هل يحدث فعلاً؟ هذا هو السؤال المطروح منذ أن هدد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب قبل أيام بتدمير كوريا الشمالية بشكل كامل، رئيس أكبر دولة فى العالم يرى أن تدمير بلد، وبالتالى القضاء على شعبه، هو السبيل لإعادة من يحكمونه إلى الصواب! وليست هذه هى المفارقة الوحيدة، ثمة مفارقة ثانية فى إعلان الاستعداد لتدمير بلد من على منبر الأمم المتحدة التى يفترض أنها تعمل من أجل السلام0 كلام ترامب خطير, ويؤكد ما قاله الأمين العام للأمم المتحدة قبله بدقائق، وهو أن احتمال شن هجوم نووى صار فى أعلى مستوى منذ الحرب الباردة، ولا يرتبط هذا الخطر بمدى جدية ترامب فى تهديده، بل بطريقة التفكير التى أدت إليه. 

ترامب يخشى أن تصبح برامج كوريا الشمالية النووية والصاروخية تهديداً لأمريكا، وهو لا يُلام على ذلك إذا كانت هناك معايير محددة وواضحة ومتفق عليها بين المؤسسات الأمريكية بشأن ما يعنيه هذا التهديد، وكيفية معرفته بدقة، من أجل تجنب أى خطأ بشرى أو تقنى قد يأخذ العالم إلى كارثة مهولة0 فالمعايير الدقيقة والواضحة بالغة الأهمية لكى لا يتوقف تقدير مدى التهديد على إدراك شخص ما قد يبدو له أن هناك ما يتطلب رداً فورياً حاسماً. وليس هناك ما يضمن أن يكون هذا الشخص قادراً على تقدير الموقف بشكل صحيح وبسرعة قياسية كما فعل الضابط السوفيتى ستانيسلاف بيتروف عندما أدرك وجود خطأ تقنى وراء الإنذار الذى تلقاه عبر قمر اصطناعى بأن الولايات المتحدة تشن هجوماً صاروخياً على بلاده فى لحظة توتر شديد أعقب إسقاط طائرة تابعة للخطوط الجوية الكورية بصاروخ سوفيتى فى أول سبتمبر 1983. كان بيتروف فى مقر عمله فى مركز قيادة تابع لمنظومة أوكا للإنذار المبكر حين تلقى إشارة تحذير بإطلاق صاروخ أمريكي، وتبعتها أربع إشارات متتالية، ولكن تفكيره المنَّظم هداه إلى أن الإنذار كاذب لأن أمريكا لن ترشق بلاده بخمسة صواريخ فقط إذا قررت شن هجوم عليها، بل ستمطرها بمئات وربما آلاف منها، وتبين بالفعل أن نظام الإنذار أصابه خلل فأرسل إشارات كاذبة. فهل يتوقف مصير بلد فى هذا العصر على قد يحسن أو يسئ التقدير؟. 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تدمير كامل تدمير كامل



GMT 08:45 2019 الخميس ,30 أيار / مايو

موقعة إنجليزية فى مدريد

GMT 07:24 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

أطفال تُعساء زى الفل!

GMT 08:29 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

أبعاد أزمة هواوى

GMT 07:38 2019 الأحد ,26 أيار / مايو

فضيلة تفهم الدوافع

GMT 07:57 2019 الخميس ,23 أيار / مايو

ظاهرة «الفاجومى» علميا

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:47 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الدلو الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:38 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج القوس الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:13 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العقرب الخميس 29 -10 -2020

GMT 14:08 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العذراء الخميس 29-10-2020

GMT 15:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 18:18 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الأسد الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 16:31 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

فرص جيدة واحتفالات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 18:23 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia