ماذا قال  البرادعي

ماذا قال .. البرادعي؟

ماذا قال .. البرادعي؟

 تونس اليوم -

ماذا قال  البرادعي

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

أخذ البيان المفاجئ الذى أصدره د. محمد البرادعى الثلاثاء الماضى أكبر من حجمه. وانشغل كثير ممن اهتموا به بأمور ثانوية. ويفيد تحليل مضمون هذا البيان أنه لم يتضمن أى جديد، ولم يرد على انتقادات موضوعية بعيدة عن حملة التشويه المتعمدة ضده من النوع الذى ورد مثلاً فى مقدمة كتابى الأخير «ماذا حدث لثورة 25 يناير» الصادر فى الصيف الماضي. ولم يجب عن أسئلة دار حولها وهرب منها فى هذا البيان0 

ولذلك لم يضف البيان شيئاً إلى مجمل ما قاله من قبل عبر «تويتر»، اللهم إلا قوله إنه لم يعلم حتى بداية اجتماع 3 يوليو 2013 أن محمد مرسى تم احتجازه. وهذا تفصيل صغير فى عملية تاريخية كبيرة لا يدرك د. البرادعى حتى الآن أن أخطاءه فيها دمرت القوى الديمقراطية0 ولا يعترف بأى من هذه الأخطاء التى ختمها بإساءة استغلال التفويض المشروط الذى حصل عليه من جبهة الانقاذ يوم 27 يونيو 2013, واتخاذ قرارات خطيرة منذ 3 يوليو دون العودة اليها, وتوليه منصب لا يقدر على تبعاته, وتغليب الاعتبارات الشللية فى تشكيل حكومة الببلاوى بدءا باختيار رئيسها بلا معايير أو مقومات. 

ولا يقلل ذلك من أهمية الدور التاريخى الذى قام به د.البرادعى قبيل ثورة 25 يناير، حيث كان مصدراً للإلهام فى لحظة اشتدت الحاجة فيها إلى رمز يُقَّوى الأمل فى التغيير. ولكن هذا هو الدور الوحيد الذى كان مهيئا له بحكم تكوينه وظروفه وخبرته السياسية القصيرة للغاية (2010-2013) وضعف قدرته على قراءة الواقع بتعقيداته وتناقضاته0وليس عيبا أن يكون المرء ساذجا سياسيا, ولكنه شريف ونزيه ومحترم فى الوقت نفسه0 ولذلك أدى استمراره فى المشهد السياسى بعد الثورة إلى ارتكابه أخطاء بلغت ذروتها فى الفترة التى أصدر بيانه بشأنها، وتلقفتها القوى المضادة للثورة لتصعيد حملتها ضدها0 

وهكذا استُخدمت الحملة ضد البرادعى جسراً للوصول إلى هدفها الأساسي، وهو تشويه ثورة 25 يناير0 ولكن الأمانة تقتضى القول إن من أصروا على أن يصنعوا منه زعيماً بعد اندلاع الثورة, ولم يعرفوا حدوده, يتحملون مسئولية أكبر منه عن الأخطاء التى ارتكبها ودفع بعضهم ثمنها غاليا. 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا قال  البرادعي ماذا قال  البرادعي



GMT 08:45 2019 الخميس ,30 أيار / مايو

موقعة إنجليزية فى مدريد

GMT 07:24 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

أطفال تُعساء زى الفل!

GMT 08:29 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

أبعاد أزمة هواوى

GMT 07:38 2019 الأحد ,26 أيار / مايو

فضيلة تفهم الدوافع

GMT 07:57 2019 الخميس ,23 أيار / مايو

ظاهرة «الفاجومى» علميا

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia