الدكتورة درية

الدكتورة درية

الدكتورة درية

 تونس اليوم -

الدكتورة درية

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

لم يعد أحد تقريبا يذكرها، رغم أن أنصار التقدم والحرية مدينون لها بالكثير. نسيت منظمات المرأة على كثرتها فى بلادنا دور د. درية شفيق التى تحل هذا الأسبوع ذكرى رحيلها الحادية والأربعون. لم يهتم المجلس القومى لحقوق المرأة بإحياء ذكراها فى أى عام منذ تأسيسه، وتعريف المصريات بما فعلته لأجلهن، وهى التى لم تتوقف عن النضال من أجل حريتهن منذ عودتها من البعثة الدراسية عام 1940 إلا عندما أُغلق المجال العام وكُممت الأفواه اعتباراً من أواخر عام 1954.

كانت تصر على أن يناديها الناس بالدكتورة درية، ليس لأنها أرادت أن تتفاخر بالدرجة العلمية التى نالتها من جامعة السوربون العريقة، ولكن لكى تؤكد أن المرأة تستطيع أن تنجز كل ما يفعله الرجل.

وربما ساهم الموقف المتخلف الذى اتخذته إدارة كلية الآداب، عندما رفضت التحاقها بهيئة التدريس عقب عودتها حاملة درجة الدكتوراه فى الفلسفة، لمجرد أنها امرأة0 دفعتها هذه الصدمة المبكرة إلى تبنى قضية المرأة، فرأست تحرير مجلة ثقافية أدبية أعطت اهتماماً خاصاً للمبدعات وفتحت أمامهن الأبواب (مجلة المرأة الجديدة)، ثم أصدرت مجلة “بنت النيل” بهدف الارتقاء بمستوى وضع المرأة وتعريفها بحقوقها الأساسية.

وخاضت معارك عدة فى مواجهة قوى التخلف، وخاصة عندما دعت إلى إصلاح قانون الأحوال الشخصية، وحصول المرأة على حقوقها السياسية. ومهدت تلك المجلة لتأسيس حزب “بنت النيل” عام 1949. وكانت قضية حق المرأة فى الانتخاب والترشح فى مقدمة اهتمامات هذا الحزب. وعندما تباطأ مجلس النواب فى مناقشة مشروع قانون يتيح للمرأة هذا الحق، قادت احتجاجاً ضده فى فبراير 1951. آمنت الدكتورة درية بأن التاريخ يمضى إلى الأمام رغم أن مساره متذبذب، ومهما استفحل نفوذ القوى المحافظة والرجعية. ومن أروع ما كتبته فى هذا المعنى أن التاريخ مد يده فرفع النقاب عن وجه المرأة المصرية، ثم رفع الستائر المسدلة على نوافذ الحريم، ثم حطم مفهوم “الحرملك” برمته. كما أخذ بنات مصر إلى المدرسة ثم الجامعة، كما إلى المصنع والنادى، وهو الذى يأخذ الآباء والأزواج والأشقاء شيئاً فشيئاً إلى حيث يجب أن تكون الحياة فى العصر الحديث.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدكتورة درية الدكتورة درية



GMT 08:45 2019 الخميس ,30 أيار / مايو

موقعة إنجليزية فى مدريد

GMT 07:24 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

أطفال تُعساء زى الفل!

GMT 08:29 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

أبعاد أزمة هواوى

GMT 07:38 2019 الأحد ,26 أيار / مايو

فضيلة تفهم الدوافع

GMT 07:57 2019 الخميس ,23 أيار / مايو

ظاهرة «الفاجومى» علميا

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 07:09 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia