60 عاماً من البحث

60 عاماً من البحث

60 عاماً من البحث

 تونس اليوم -

60 عاماً من البحث

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

لم يتوقف عن العمل على مدى أكثر من 60 عاماً. والعمل بالنسبة إلى الراحل الكبير الأستاذ السيد يسين يعنى البحث المنهجى بعين فاحصة وعقل نقدى يقارن ويناقش لكتابة نص لا يعرف القارئ حجم الجهد المبذول فيه، ونوع هذا الجهد. ينطبق ذلك على مقالة قصيرة، كما على دراسة طويلة تُنشر فى كتاب أو فى إحدى الدوريات. فالكتابة المنهجية لا تتجزأ. ولا يستطيع باحث نشأ على قواعد البحث العلمى إلا أن يكون منهجياً فى كتابته حتى عندما يكتب تعليقاً أو تحليلاً سريعاً لحدث معين. 

لم يعد هذا النوع من الكتابة شائعاً فى مصر منذ فترة غير قصيرة، فقد صارت الكتابة مهنة من لا مهنة له،. وأصبح كل عابر سبيل كاتباً، وصار لدينا كتاَّب أكثر من القراء. وقليل الآن هم من يقرأون قبل أن يكتبوا. 

ولذلك كان الاستغراب يصيب بعض من يدخلون مكتب الراحل الكبير فيجدونه غارقاً وسط ملفات كثيرة يُقَّلب فيها، ويُبحر فى فضاء “الإنترنت” فى اّن معاً. لم يستعن بالآفاق اللامحدودة لتكنولوجيا المعرفة عن المصادر التقليدية التى نشأ عليها جيله، وجيلان على الأقل عملوا معه فى مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية الذى تولى مسئولية إدارته عام 1975. 

حقق السيد يسين نقلة كبيرة فى عمل هذا المركز ونشاطه، من مركز تخصص فى الدراسات الفلسطينية والصهيونية (كان هذا هو اسمه عند تأسيسه عام 1968) إلى مركز للدراسات السياسية والإستراتيجية لا يُهمل البحث فى الصراع العربى-الصهيونى، ولكنه لا يقتصر عليه. 

وضع الراحل الكبير خطة لتطوير عمل هذا المركز على أسس علمية، ولكن دون إغفال أنه جزء من مؤسسة صحفية كبرى. وكان إسهام المركز فى صحيفة “الأهرام” اليومية، وإصدارات المؤسسة الأخرى بعد ذلك، جزءاً من هذه الخطة. وبفضل التقاليد التى أرساها السيد يسين، اكتسب المركز مكانة فى أوساط مراكز التفكير العالمية، وتمكن كثير من باحثيه وخبرائه من تقديم إسهامات مهمة فى مجالات معرفية مختلفة. 

أما إسهامات الراحل الكبير تنظيراً وتحليلاً وتوثيقاً فى مجال العلم الاجتماعى وغيره، منذ كتابه “ أسس البحث الاجتماعى “ الذى كان فتحاً منهجياً فى وقته ( 1963 ), فستبقى مراجع أساسية لأى باحث مجتهد أو كاتب جاد. 

المصدر : صحيفة الأهرام

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

60 عاماً من البحث 60 عاماً من البحث



GMT 08:45 2019 الخميس ,30 أيار / مايو

موقعة إنجليزية فى مدريد

GMT 07:24 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

أطفال تُعساء زى الفل!

GMT 08:29 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

أبعاد أزمة هواوى

GMT 07:38 2019 الأحد ,26 أيار / مايو

فضيلة تفهم الدوافع

GMT 07:57 2019 الخميس ,23 أيار / مايو

ظاهرة «الفاجومى» علميا

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia