مصير الصحافة المطبوعة

مصير الصحافة المطبوعة

مصير الصحافة المطبوعة

 تونس اليوم -

مصير الصحافة المطبوعة

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

ينسي من يجدون في انتعاش بعض الصحف الأميركية في الفترة الأخيرة تعارضا مع ما ورد في اجتهادات 8 مارس الحالي عن «أزمة الصحافة» أن هذا انتعاش مؤقت في الغالب، لأنه يعود إلي حالة خاصة بل نادرة هي وجود رئيس في البيت الأبيض يجهر بخصومته مع الإعلام. لم يحدث من قبل أن خاض رئيس أمريكي معركة بهذا الحجم ضد صحف كبري مثل «واشنطن بوست»، و«نيويورك تايمز»، و«وول ستريت جورنال»، و«يو.إس.أيه توداي»، بل حتي «فاينانشيال تايمز». وقد أدت حملة ترامب هذه إلي نتيجة عكسية كما يحدث عادة في المعارك ضد الإعلام، إذ ازداد الإقبال علي صحف كان معظمها في أزمة طاحنة، فارتفعت معدلات توزيعها وتدفقت عليها إعلانات لم تكن متوقعة.

ولكن هذا الإقبال لا يعود إلي تطور موضوعي في الواقع، بل إلي ظاهرة مؤقتة بطابعها حيث أصبح كل هجوم يشنه ترامب أو رجاله علي الصحافة يتحول إلي مكسب لها. ولم يقتصر ذلك علي الصحف الأمريكية الكبري، بل شمل مجلة «فاينتي فير» الفنية التي حصل ناشرها علي عدد كبير من الإعلانات في مقابل إعلان نشره عنها يقول إنها (المجلة التي لا يريدك ترامب أن تقرأها).

وهذه حالة محض أمريكية حتي إذا وجدنا امتدادا لها في رواج بعض الصحف الليبرالية الأوروبية التي استخدمت «الظاهرة الترامبية» وسيلة لجذب قراء جدد. ولكن في المقابل نجد أن أزمة الصحافة المطبوعة في أوروبا تزداد حدة بدرجات مختلفة من بلد إلي آخر، حيث بلغت ذروتها في اليونان.

فقد حملت الأنباء أن اثنتين من كبرى الصحف اليونانية قررتا وقف إصدارهما الورقي المطبوع بسبب تفاقم الأزمة المالية، وهما صحيفتا »تانيا« اليومية، و«توفيما« الأسبوعية، بعد أن حاولتا تقليل نفقاتهما عبر خفض عدد صفحاتهما وتقليل عدد العاملين فيهما.

وربما يري المطلعون علي الوضع في اليونان أن المدي الذي بلغته أزمة الصحافة هناك يرتبط بأزمة اقتصادية بالغة الحدة. غير أن هذا لا يعني أكثر من أن وتيرة تفاقم أزمة الصحافة المطبوعة في اليونان أسرع منها في بلاد أخري0 ولكن النتيجة لن تختلف إذا لم يزد عدد السياسيين الذين يجهلون أن كراهيتهم للصحافة الحرة ربما تكون أملها الأخير في الاحتفاظ بقدرة علي المنافسة.

المصدر : صحيفة الأهرام

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصير الصحافة المطبوعة مصير الصحافة المطبوعة



GMT 08:45 2019 الخميس ,30 أيار / مايو

موقعة إنجليزية فى مدريد

GMT 07:24 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

أطفال تُعساء زى الفل!

GMT 08:29 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

أبعاد أزمة هواوى

GMT 07:38 2019 الأحد ,26 أيار / مايو

فضيلة تفهم الدوافع

GMT 07:57 2019 الخميس ,23 أيار / مايو

ظاهرة «الفاجومى» علميا

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia